|


أحمد السويلم
لا نريد مدربًا من فئة A
2024-10-18
لو عدنا بالذاكرة إلى السنوات التي تلت عام 2000 وتأملنا أفضل الفترات التي قدّم فيها المنتخب السعودي أداءً فنيًا مميزًا، سنجد أنها محدودة للغاية، قد ننسى العديد من المشاركات، ولكن ستبقى لنا ذكريات منتخب كالديرون 2005، ومارفيك 2017، ورينارد 2021.
بودي لو كان لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم مركز أبحاث مصغر، يجيب عن الأسئلة البديهية: لماذا نجح هؤلاء المدربون على الرغم من اختلاف الإدارات، بينما فشلت أسماء أكبر، مثل الإيطالي مانشيني والهولندي ريكارد واللذان ظهر المنتخب تحت قيادتهما بأسوأ مستوياته الفنية واللياقية.
عند النظر من منظور أشمل، نجد أن القاسم المشترك بين المدربين الناجحين، بغض النظر عن أفكارهم الفنية، هو أنهم لم يكونوا مصنفين كمدربي الفئة «أ» أو حتى «ب»، بل نجحوا في فهم طبيعة اللاعب السعودي «وفهم البيئة»، وتعزيز التفاهم والتناغم من خلال التعامل النفسي وتحقيق الاستقرار الفني عبر الاعتماد على تشكيلة ثابتة قدر الإمكان، إضافة إلى القدرة على قراءة الخصم في وقت المباراة، ما جعل المنتخب يتفوق دائمًا في الشوط الثاني.
المدربون في المنتخبات لا يلتقون اللاعبين إلا في أوقات محددة خلال العام «مانشيني قاد المنتخب في 8 مباريات هذا العام، وسترتفع إلى 11 بنهاية نوفمبر»، وهذا عدد محدود جدًا في عالم كرة القدم. لذلك، فإن تغيير المنهجيات وفرض الرحلات الفنية الطويلة بما فيها من استقرار يكون ناجحًا مع الأندية التي يخوض مدربوها عددًا كبيرًا من المباريات خلال العام، أما مدربو المنتخبات، فغالبًا ما يركزون على العامل المعنوي وقراءة المباريات «قبلها وأثناءها»، ومع تعقيدات أيام «فيفا» القصيرة، فإن المدرب غالبًا ما يكون لديه خمسة أيام فقط لتحضير اللاعبين قبل المباريات الكبرى، وهي بالكاد فترة لملمة الأمور ومراجعة خطة المباراة وليس للتدرب على أساليب لعبٍ جديدة.
من الصعب إدخال مدرب سعودي في هذه المرحلة، خاصة أن الأخضر تنتظره مواجهات صعبة في أستراليا وإندونيسيا الشهر المقبل. وفي ظل أن رحيل مانشيني بات مسألة وقت فقط «وربما رغبة في إلغاء عقده بالتراضي»، لا ينبغي تكرار الخطأ نفسه بالتعاقد مع مدرب عالمي جديد، فذلك لن يحل المشكلة، بل قد يزيدها تعقيدًا.
نحن بحاجة إلى إحداث صدمة إيجابية نفسيًا في هذه المرحلة، وربما يتطلب الأمر تغييرًا إداريًا أيضًا، حيث إن الأسماء الحالية قد أخذت فرصتها بما يكفي دون تحقيق تغيير، الشهر المقبل سيكون حاسمًا في تحديد ما إذا كنا سننافس على التأهل المباشر أو سنواجه طريقًا صعبًا في الملحق مع منتخبات قوية تتجاوز مستويات إندونيسيا والبحرين والصين.
الأهم هو أن نتوقف عن المكابرة ونتعلم من تجاربنا مع المدربين، بتقليص الشروط الجزائية في العقود.. فالتجارب العالمية تختلف عنا تمامًا، حيث تتعدد الخيارات الفنية وتتوفر المواهب، بعكس التحديات التي نواجهها من نقص في المواهب وضعف التأهيل الفني واللياقي.