|


أحمد السويلم
إصلاح الإدارة الرياضية.. هل نحن على الطريق الصحيح؟
2024-10-25
لقد غيرنا كل شيء: استقطبنا أفضل لاعبي العالم في ذروة عطائهم، تعاقدنا مع أشهر المدربين، استقدمنا أفضل الأجهزة الطبية واللياقية من الأندية الكبرى، ووقعنا مع الشركة المنتجة للدوري الإنجليزي، وخلال الأعوام العشرة الأخيرة، استحدثنا ثلاثة ملاعب جديدة للأندية الكبيرة، وهناك ستة ملاعب أخرى قادمة خلال السنوات الخمس المقبلة. نقلنا مباريات الدوري التلفزيوني إلى جميع أنحاء العالم، وتدار أربعة أندية بواسطة رؤساء تنفيذيين من أندية كبرى في أوروبا.
ومع ذلك، على الرغم من هذه الجهود الكبيرة، من المفترض أن نرى بعض التقدم الملحوظ في كرتنا سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. لكن التحديات التي نواجهها كبيرة، وتحقيق النجاح الكامل لن يتم خلال عامين أو ثلاثة.
المشكلة الرئيسية التي نواجهها حاليًا تكمن في ضعف الإدارة الرياضية، باستثناء بعض الأندية الجماهيرية وربما تحسن طفيف في أندية مثل ضمك، نجد أن العديد من الأندية الأخرى ما زالت تدور في نفس دائرة التسعينيات وبداية الألفية: تغيير ثلاثة مدربين كل عام، عقود موقعة بلا تأثير حقيقي، ومشاكل إدارية في مختلف جوانب النادي، حتى أن التصريحات الصحافية تتكرر بطريقة أخرى، والأعذار البدائية «حكام وvar وجدولة .. الخ».
على وزارة الرياضة المبادرة في هذا الجانب، أقل ما يمكن فعله هو إنشاء برنامج ابتعاث جامعي مشابه لبرنامج «سير» الذي أطلقته وزارة الصناعة والثروة المعدنية في مايو 2024، نحن بحاجة فعلية لتدارك الأخطاء الإدارية البدائية التي امتدت حتى لإدارة المنتخب الأول، كما ظهر في أزمة المدرب مانشيني. الهدف ليس فقط تحسين إدارة الأندية، بل يشمل تطوير جميع القيادات داخل المنظومة الرياضية، بما في ذلك المشرفون على فرق الفئات السنية.
إذا سألنا أي متابع عن الشخصية الإدارية الناجحة في السنوات الأخيرة، فإن الإجابة غالبًا ما ستدور حول فهد بن نافل، الذي حقق نقلة نوعية من خلال وجود استراتيجية واضحة، تخطيط مالي محكم، واختيار الكفاءات الإدارية المناسبة، والاستفادة من التقنية وعلم البيانات، مع منح الصلاحيات الكاملة للأجهزة الفنية والإدارية.
هل فشلنا في تخريج إداريين رياضيين مميزين؟ نعم، ولا عيب في ذلك. العيب هو أن نستمر في الدوران في نفس الحلقة المفرغة، نستقطب رؤساء جدد لا نعرفهم، ثم نشاهدهم يجربون في فرقهم، حتى ينتهي بهم الأمر إلى مغادرتهم تحت النقد المستمر.
ما نحتاجه هو تغيير هيكلي جذري في الإدارة الرياضية، وتركيز جاد على تطوير الكفاءات المحلية من خلال برامج ابتعاث وتدريب موسعة، حتى نحقق استدامة حقيقية لنجاحات كرة القدم السعودية.