|


إبراهيم بكري
من الإيجابية إلى السعادة
2024-11-01
الرياضة بوصفها علمًا لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى، التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
واليوم سأتحدث عن كتاب «من الإيجابية إلى السعادة»، للمؤلف شون أكور:
هذا الكتاب في علم النفس الإيجابي، رؤية جديدة حول كيفية الوصول إلى السعادة من خلال تغيير طريقة تفكيرنا. يبدأ أكور بتأكيد أن السعادة ليست نتيجة للنجاح، بل يمكن أن تكون السبب وراء النجاح. يسلط الضوء على أن كثيرًا من الناس يعتقدون أن تحقيق الأهداف «مثل الحصول على وظيفة جديدة أو الترقي في العمل» هو ما سيجلب لهم السعادة، ولكن الأبحاث تظهر أن السعادة يمكن أن تعزز من الأداء والإنتاجية.

يستند أكور في أفكاره إلى مجموعة من الدراسات العلمية التي تظهر كيف أن المشاعر الإيجابية تؤثر على التفكير والإبداع. يشير إلى أن الأشخاص الذين يتبنون نظرة إيجابية يكونون أكثر قدرة على حل المشكلات والتكيف مع التحديات. ويقدم استراتيجيات عملية يمكن للأفراد اتباعها لتعزيز تفاؤلهم وتحسين نوعية حياتهم.

يقدم أكور مجموعة من الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن أن تُدمج في الحياة اليومية، ومنها:
1. ممارسة الامتنان: يوصي بتدوين ثلاثة أشياء إيجابية حدثت في اليوم، مما يساعد على تحويل التركيز نحو اللحظات الإيجابية.
2. التأمل: يشدد على أهمية التأمل كوسيلة لتعزيز الوعي الذاتي وتقليل التوتر.
3. التمارين البدنية: يبرز الفوائد النفسية للتمارين الرياضية على الحالة المزاجية والطاقة.
4. التواصل الاجتماعي: يشجع على بناء علاقات قوية مع الأصدقاء والعائلة، حيث أن الدعم الاجتماعي يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز السعادة.
5. التعلم المستمر: ينصح بالتطوير الذاتي والتعلم المستمر كوسيلة لتعزيز الثقة بالنفس والإيجابية.
لا يبقى إلا أن أقول:
الرسالة الأساسية للكتاب هي أن السعادة ليست مجرد شعور عابر، بل هي مهارة يمكن تطويرها. من خلال اعتماد عادات إيجابية وتغيير طريقة التفكير، يمكننا تحسين نوعية حياتنا بشكل ملحوظ. يشدد أكور على أن السعادة لا تتعلق بالظروف الخارجية، بل تتعلق بكيفية استجابتنا لهذه الظروف.
في النهاية، يقدم أكور رؤية ملهمة للأفراد الراغبين في تحقيق السعادة، مشجعًا إياهم على اتخاذ خطوات صغيرة ولكن فعالة نحو حياة أكثر إيجابية وثراء.

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.