ما أكثر ساعات برامج الرياضة! بلغت أكثر من ست ساعاتٍ على خمس شاشاتٍ في كل مساءٍ! وإن رغبت، فزد عليها الإذاعات، والبودكاست طوال اليوم والأسبوع.
تعرض البرامج قليلًا من الخبر، وكثيرًا من الرأي، فيُثقل الرأي وصاحبه الليل! لو محَّصنا كل رأي، سنجد أن الارتجال قد غلبه، والتحري قد غادره، فصار الناقد وكأنه في برنامج إفتاءٍ، لا يستطيع شيخه أن يقول فيه: لا أعلم.
تندرج إطالة الكلام ضمن الشهوات، فيغتر المرء برأيه مدفوعًا بوهم الكاميرا، وسطوع نجمٍ، سيأفل بعد حين، وعن ذلك حدَّثنا عبد الله الغذامي في مقالته عن الجاحظ عن الخليفة أبو بكر الصديق، أن الصحابي الجليل قد أوصى من حوله بقوله: «.. إياك وإطالة الكلام، فإن الكلام إذا طال أنسى بعضه بعضًا». وليت كل مقدم بودكاست، يذكِّر ضيفه بهذا الاقتباس، لعله يستشعر خطر فتنة لسانه، والعُجب باسترساله.
مَن يعرف إن كانت مؤسسات الرياضة تأخذ ما يأتي في البرامج بجدٍّ؟! فقد اختلط عمقه بسطحه، والميول بالمهنية. ومَن يعرف إن كان كثيرٌ من زملاء الإعلام الرياضي، يثمنون ما هم فيه من سقفٍ؟ لا يظهر ذلك، فقد تخندقوا، ولم يبدعوا، بل ابتدعوا، وانكووا بفتنة القول، وانغمسوا في شهوة الحديث.
تعبِّر هذه الممارسات عن ورطة مفهوم الساعة التلفزيونية، كما تلخِّص تأخرنا البرامجي، فهذه البرامج لا قوالب لديها سوى حوار الآراء، فلا تعرف قالب المجلة التلفزيونية، ولا التقارير المطوَّلة، ولا محاورة الخبراء كلٌّ في مجاله. كذلك تعبِّر عن فقر المؤسسات في إنتاج المعلومة، فنحن في تاريخنا المعاصر لسنا بالمساهمين في المعرفة، فلا الجامعات رائدةٌ في البحث العلمي، ولا البيانات الصحافية تقول شيئًا مهمًّا، ولا إدارات التواصل المؤسسي تعرف شيئًا عما يدور في خلد الطبقة العليا بمنظماتها، ومع ذلك لا عذر لمَن يستصعب قول: لا أعلم.
يجب أن أختم. لقد أطلت الكلام، وظننت أيما ظنٍّ أن ما كتبته مهمٌّ. أقول ما تقرؤون، واستغفر الله لي ولكم، واطفئ التلفاز.
تعرض البرامج قليلًا من الخبر، وكثيرًا من الرأي، فيُثقل الرأي وصاحبه الليل! لو محَّصنا كل رأي، سنجد أن الارتجال قد غلبه، والتحري قد غادره، فصار الناقد وكأنه في برنامج إفتاءٍ، لا يستطيع شيخه أن يقول فيه: لا أعلم.
تندرج إطالة الكلام ضمن الشهوات، فيغتر المرء برأيه مدفوعًا بوهم الكاميرا، وسطوع نجمٍ، سيأفل بعد حين، وعن ذلك حدَّثنا عبد الله الغذامي في مقالته عن الجاحظ عن الخليفة أبو بكر الصديق، أن الصحابي الجليل قد أوصى من حوله بقوله: «.. إياك وإطالة الكلام، فإن الكلام إذا طال أنسى بعضه بعضًا». وليت كل مقدم بودكاست، يذكِّر ضيفه بهذا الاقتباس، لعله يستشعر خطر فتنة لسانه، والعُجب باسترساله.
مَن يعرف إن كانت مؤسسات الرياضة تأخذ ما يأتي في البرامج بجدٍّ؟! فقد اختلط عمقه بسطحه، والميول بالمهنية. ومَن يعرف إن كان كثيرٌ من زملاء الإعلام الرياضي، يثمنون ما هم فيه من سقفٍ؟ لا يظهر ذلك، فقد تخندقوا، ولم يبدعوا، بل ابتدعوا، وانكووا بفتنة القول، وانغمسوا في شهوة الحديث.
تعبِّر هذه الممارسات عن ورطة مفهوم الساعة التلفزيونية، كما تلخِّص تأخرنا البرامجي، فهذه البرامج لا قوالب لديها سوى حوار الآراء، فلا تعرف قالب المجلة التلفزيونية، ولا التقارير المطوَّلة، ولا محاورة الخبراء كلٌّ في مجاله. كذلك تعبِّر عن فقر المؤسسات في إنتاج المعلومة، فنحن في تاريخنا المعاصر لسنا بالمساهمين في المعرفة، فلا الجامعات رائدةٌ في البحث العلمي، ولا البيانات الصحافية تقول شيئًا مهمًّا، ولا إدارات التواصل المؤسسي تعرف شيئًا عما يدور في خلد الطبقة العليا بمنظماتها، ومع ذلك لا عذر لمَن يستصعب قول: لا أعلم.
يجب أن أختم. لقد أطلت الكلام، وظننت أيما ظنٍّ أن ما كتبته مهمٌّ. أقول ما تقرؤون، واستغفر الله لي ولكم، واطفئ التلفاز.