بـ «عقلية الوحوش».. ليفربول المستفيد الأكبر
كان فريق ليفربول الإنجليزي الأول لكرة القدم المستفيد الأكبر من سقوط الكبيرين مانشستر سيتي، حامل اللقب، أمام بورنموث 1ـ2، وأرسنال في مواجهة نيوكاسل 0ـ1، ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الممتاز، ليسترد الصدارة إثر تغلبه على ضيفه برايتون 2ـ1 بعد شوطٍ أوَّل للنسيان، تخلَّف فيه بهدفٍ.
النتيجة رفعت رصيد «الريدز» إلى 25 نقطةً، متقدمًا بفارق نقطتين على مانشستر سيتي، وست نقاطٍ على نوتنجهام فورست، مفاجأة الموسم حتى الآن، الذي كان يصارع على تفادي الهبوط الموسم الماضي، في حين تراجع أرسنال إلى المركز الرابع مع 18 نقطةً في ضربةٍ قد تهدِّد مبكرًا صراعه على اللقب الغائب عن خزائنه منذ 20 عامًا.
وكان سيتي نفسه استفاد من تعادل ليفربول وأرسنال «2ـ2» في الجولة الماضية، وصعد إلى الصدارة بعد أن تغلَّب على ساوثهامبتون بهدفٍ نظيفٍ، لكنه لم يجلس على القمة طويلًا عقب خسارةٍ مفاجئةٍ وتاريخيةٍ أمام بورنموث، الذي لم يذق من قبل طعم الفوز أمامه في 15 مباراةً منذ موسم 2015ـ2016.
صدارة ليفربول جاءت بعملٍ مميزٍ، يؤديه الهولندي أرني سلوت، مدربه الجديد، فالفريق لم يفقد سوى خمس نقاطٍ خلال الجولات العشر المنقضية، بخسارةٍ وتعادلٍ، مقارنةً بالموسم الماضي مع الألماني يورجن كلوب حيث فقد سبع نقاطٍ. كذلك تميَّز بخط دفاعٍ قوي، لم يستقبل سوى ستة أهدافٍ، وهو الأفضل في الدوري، مقارنةً بتسعةٍ في الموسم الماضي، وإن كان تراجع تهديفيًّا، لكن بفارقٍ طفيفٍ، بلغ ثلاثة أهدافٍ.
صحيفة «ديلي ميل » الإنجليزية، أشارت عقب المباراة إلى أن سلوت يؤدي عملًا جيدًا في فرض هويته على فريقه الجديد، نظرًا لأنه يعمل في ظل سلفه الأسطوري، ومع ذلك، كما يقول كاتبها لويس ستيل، كان الفوز يحمل كل السمات المميزة لانتصارات كلوب الكلاسيكية بعد التأخر.
وكتب ستيل: «باستخدام العبارة التي صاغها كلوب، وحوش العقلية، أظهر الريدز مرونةً كبيرةً في القتال من أجل العودة من تأخرهم بهدفٍ، وأداءٍ سيئ في الشوط الأول». لافتًا إلى أن المباراة كانت أشبه بما كان يقدمه فريق كلوب الذي توِّج بدوري الأبطال للمرة السادسة، والدوري الممتاز للمرة الأولى بعد 30 عامًا، «فمحمد صلاح يسجل الأهداف في الزاوية العليا، وخط الوسط يضغط بلا هوادةٍ».
وأضاف أن سلوت كان أشار، الجمعة، إلى فريقين، اعتاد على أن يهرع إلى منزله لمشاهدة مبارياتهما، أو دراسة تكتيكاتهما، وهما برشلونة بقيادة بيب جوارديولا، وبرايتون، وتابع: «الطريف في الأمر أن برايتون لعب مثل برشلونة في أفضل نسخه لمدة 45 دقيقةً، وخنق ليفربول حتى كاد أن يستسلم».
سلوت وفي تصريحاته عقب المباراة، ذكر: «ما يعجبني هو أننا في الأسبوع الماضي تأخرنا مرتين أمام أرسنال، ونجحنا في إدراك التعادل، وأمام برايتون تخلَّفنا بهدفٍ في الشوط الأول، أعتقد أنه مستحقٌّ، لكننا عدنا بقوةٍ بعدها أمام فريقٍ قوي للغاية، ويمتلك الكفاءة. العودة بهذه الطريقة تمنحني كثيرًا من الثقة».
وأثنى المدرب على فريق برايتون، خاصَّةً الطريقة التي ظهروا بها في «أنفيلد»، وعدم خوفهم من بناء الهجمات من الخط الخلفي بشكلٍ جيدٍ للغاية، وبطاقةٍ كبيرةٍ دون كرة.
ولفت إلى أن فريقه لم يظهر بمستواه المعهود في كل أجزاء المباراة سوى في بعض الحالات الفردية وذكر: «أمام فريقٍ جيدٍ مثل برايتون، ليس كافيًا أن تركض مرةً، أو اثنتين، أو ثلاث مراتٍ، عليك أن تواصل الركض».
وقال سلوت: «تحدثت بغضب مع اللاعبين بين شوطي المباراة. قلت لهم بعض الأمور، لكنني لم أصرخ. أردت فقط أن أتأكد من أن اللاعبين يفهمون أن هذا ليس كافيًا، وأعتقد أنهم شعروا بذلك».