|


خالد الربيعان
كأس العالم بين «الإلغاء أو الإقامة»
2024-11-04
«الإلغاء أو الإقامة» ـ هكذا يمكن تلخيص موقف «فيفا» من بطولة كأس العالم للأندية المقبلة، التي من المقرر إقامتها في الولايات المتحدة العام المقبل، وذلك بعد النزاع القانوني المستمر مع شركتي أديداس وكوكاكولا حول اتفاقيات الرعاية. من المتوقع أن تصدر المحكمة السويسرية للتحكيم في زيوريخ حكمًا في هذه القضية، الذي سيشكل نقطة تحول كبيرة لـ«فيفا»، إذ إننا نتحدث عن شركتين من أقدم وأهم رعاة الاتحاد الدولي. ومن الممكن أن يصل الأمر إلى إلغاء البطولة كليًّا إذا لم يتم التوصل إلى تسوية بين الأطراف.
الأثر الاقتصادي سيكون سيئًا للغاية إذا استمرت الأزمة، فالنزاع يتعلق بتجديد العقود لرعاية جميع مسابقات «فيفا» حتى عام 2030، حيث تبلغ قيمة كل عقد 70 مليون دولار لدورة مدتها 4 سنوات. لكن «فيفا» يسعى إلى تعديل العقود لرعاية كأس العالم للأندية 2025 تحديدًا، الأمر الذي يثير تحفظات الرعاة.
البطولة تواجه عدة تحديات أخرى بجانب الأزمة المالية، مثل نقص التغطية التلفزيونية للمباريات، حيث يسعى «فيفا» لتحقيق إيرادات تصل إلى أربعة مليارات دولار من حقوق البث، أي ضعف تكاليف البطولة المقدرة بملياري دولار. كذلك، هناك نقص في عدد الرعاة الماليين القادرين على دعم البطولة ماليًّا، وأيضًا لم يتم تحديد الملاعب التي ستستضيف المباريات بعد، ما يضيف تعقيدات جديدة.
الوضع حرج، إذ لا يزال التزام «فيفا» بتوفير مكافآت مالية سخية للأندية الكبرى المشاركة غير محسوم. ورغم الحديث عن منح الأندية ما بين 40 إلى 50 مليون يورو، يبدو أن هذه المبالغ قد تكون بعيدة المنال في ظل هذه الأزمات. ومع ذلك، يسعى «فيفا» جاهدًا لحل الأزمة وتأمين الدعم المالي اللازم لضمان إقامة البطولة في موعدها المحدد.
مشجعو أندية العالم يترقبون هذا الحدث الفريد والجديد، وهو اختبار حقيقي لـ«فيفا»، وجعل هذا الحدث مبهجًا ومغريًا للشركات العالمية كما كأس العالم للمنتخبات.
مستقبل كأس العالم للأندية 2025 لا يزال غير مؤكد، لكن يبقى الأمل بأن تثمر الجهود المستمرة لـ«فيفا» في تخطي هذه التحديات، وضمان إقامة البطولة كما هو مخطط لها.