|


صالح الطريقي
بن زكري والهريفي و «عقلية الضحية»
2024-11-06
ثمة تشابه بين شخصية المدرب الجزائري «بن زكري» ولاعب المنتخب والنصر السابق «فهد الهريفي»، فكلاهما لديهما «عقلية الضحية».
وقبل أن نمضي بتحليل شخصيتيهما عليّ أن أنبه أن هناك فرق بين مصطلح «الضحية» ومصطلح «عقلية الضحية».
فالأول ـ الضحية ـ ربما وقع فيها كل البشر من أول قصة وصلتنا «قابيل وهابيل» إلى أتفه قصة حدثت لأحد الأطفال الذي كان ضحية لأخيه الذي أكل «حلاوته» وهو نائم.
أما «عقلية الضحية» فتعني ميل الإنسان إلى رؤية نفسه ضحية دائمًا، ففي أي خلاف هو لا يخطئ بل ضحية لا تسأل عما فعلت، وعادة ما يقنع نفسه قبل الآخرين أنه ضحية مؤامرة دبرت بالخفاء، لمنعه من الوصول إلى المناصب التي يستحقها.
فـ«بن زكري» ضحية لمسيري كرة القدم بوطنه، فلم يقدروه ويمنحوه حقه الشرعي منصب «مدرب المنتخب».
وفي الدوري السعودي لا يمنحه الإعلام والنقاد قدره بصفته مدربًا عبقريًا، أو كما قال هو «أنا رقم 1»، ورأيه بالمدربين سلبي إذ قال عنهم «80٪ من المدربين لا يستحقون التواجد في الدوري السعودي».
في الطرف الآخر «الهريفي» لا يختلف كثيرًا عن «بن زكري»، فهو يرى أنه ضحية لنادي النصر وهو لاعب، ثم ضحية لصديقه الإعلامي الذي سانده، وضحية من مسيري المنتخب، وضحية لمؤامرة يقودها البعض لتشويه صورته أمام الجماهير، وليس ضحية تصريحاته المتناقضة.
ربما يختلف «الهريفي عن بن زكري» أنه فقير معرفيًا، لهذا تبدو تناقضاته صارخة ومثيرة للدهشة، وآخر تصريح له يكشف حجم فقره المعرفي، حين قال: «إذا لم أشجع الهلال، وإلا أقعد ببيتي وأبعد عن التحاليل، لأن الهلال يفرض عليك تصير تشجعه».
بعيدا عن ركاكة جملته، إلا أن التناقض واضح وصارخ، فما دخل التشجيع «بالتحاليل» التحليل الفني؟
فحبك/تشجيعك لناد سببه مجموعة من المشاعر الإيجابية تجاهه، ولا نستطيع تفسير لماذا أحببنا هذا النادي، أو هذا الشخص؟ لهذا نقول «وقعنا بالحب».
فيما التحليل الفني يستند على قدرات معرفية وموضوعية الناقد، فيعطي كل ناد حقه.