|


خالد الشايع
برنامج الابتعاث خط أحمر
2024-11-06
في عام 2012، بعد تألق المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم تحت 19 عامًا، تسابقت الفرق الأوروبية على التعاقد مع اللاعبين السعوديين الشبان، لم تكن فرقًا كبيرة بطبيعة الحال، ولكنها فرق تلعب في دوري الدرجة الأولى مثل فريق لوليتياتو الذي تعاقد مع عبد الله عطيف، وأونياو ليريا الذي تعاقد مع عبد الله الحافظ، وعدد كبير من لاعبي ذلك الجيل، وجدوا الطريق لأوروبا، وكانت فرصة مثالية لبدء مشروع حقيقي للاحتراف الصحيح بدلًا من بعض التجارب الخجولة، ولكن!، ومع لكن تبرز التحديات، ما الذي حدث؟ أغرى نجاح هؤلاء اللاعبين الأندية السعودية لاستعادتهم، للعب محليًا، وتم وأد التجربة قبل أن تنضج، لأن المسؤولين عن الرياضة السعودية في ذلك الوقت لم يحاولوا حماية المشروع الذي لم يكن له راعٍ من الأساس.
اليوم، توشك اللعبة أن تكرر مجددًا، سعود عبد الحميد الذي وجد طريقًا إلى روما الإيطالي، وعدد من لاعبي برنامج الابتعاث، يتم العمل من بعض الأندية لإعادة جلبهم إلى الدوري السعودي، مجددًا.
حتى الآن، ما يزال مصير عبد الملك الجابر لاعب الدوري البوسني الذي يسعى النصر للتعاقد معه غير واضح، هل وقع للنصر أم تم رفض ذلك من الجهات المسؤولة عن برنامج الابتعاث؟!، الصورة غير واضحة، سعود الذي سعى بكل جهد سواء هو أو من يدير حساباته، لقطع كل سبل الوصل مع الهلال، هناك من يروج أنه قادم مجددًا إلى الدوري السعودي، سواء من بوابة النصر أو الاتحاد، وهو اللاعب الذي رحل لإيطاليا قبل عام من نهاية عقده مع الهلال، لم ينجح في فرض نفسه مع ناديه الجديد، مع أنه من الطبيعي أن يحدث هذا في العام الأول له في تجربته الجديدة.
من الضروري إن كان لدينا برنامج لنقل اللاعبين السعوديين إلى أوروبا، لخلق جيل جديد من المحترفين، أن يتم حماية هذا المشروع، بداية من الإعلان عنه بشكل رسمي، كي لا تبدأ الأندية في التسلق عليه، واستغلال ثغراته لمصالحها الشخصية، لو كنا فعلنا ذلك قبل عشر سنوات، لكانت التجربة أكثر نضجًا، تمامًا كما صار للتجربة اليابانية، ولكن التعامل الضعيف مغ الأندية التي تغلب مصالحها الشخصية، هو من يعطل معظم المشاريع، مختار علي لاعب النصر مثال لذلك، كان مشروع لاعب واعد، بدأ مع صغار تشيلسي حتى الفريق الرديف، ثم لعب في الدوري الهولندي، ولكن بدلًا من أن يواصل مشواره، تحول إلى الدوري السعودي ليتنقل بين دكة النصر والطائي، وينتهي مشروع لاعب واعد، ومثله كثر.
لا نعاني من أزمة مواهب، ولكن أزمة فكر، ومسؤول قوي يحمي مشروعه، لو لم يتحرك بسرعة، ويعالج بوادر الخلل في مشروع الابتعاث، وأولها تحسين مداخيلهم المادية، سنجد بعد موسمين أو ثلاثة أن جل هؤلاء اللاعبين الذي تم تجهيزهم لسنوات، يلعبون في دوري «يلو»، قبل هذا وذاك، لماذا الجهة التي كانت وراء انتقال سعود عبد الحميد وفيصل الغامدي ومروان الصحفي، لا تظهر علنًا وتعلن عن مشروعها؟ لماذا تترك الأمور للأخذ والرد، ومحاولات قتل المشروع قبل أن يشتد ساعده؟
صرنا لا نعرف يقينًا، هل لدينا مشروع أم لا؟!
مثل هذه الأمور لا يصح أن تدار في الخفاء، وأن ترمي كل جهة المسؤولية على غيرها.