|


أحمد السويلم
مركز أبحاث الرياضة
2024-11-09
مع تحقيقنا لميداليات ذهبية في بطولة العالم التي اُختتمت في اليونان الأسبوع الماضي، وتميز طارق حامدي بالحصول على الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو2020، وفوز محمد عسيري بذهبية أولمبياد الشباب في الأرجنتين 2018، يدفعني هذا للتساؤل للبحث حول أسباب تفوقنا في بعض الرياضات. قد تكون عوامل جينية أو عوامل أخرى، ولكن ما يلفت الانتباه هو أن حامدي وعسيري كلاهما نشأ في مدينة الجبيل، وقد نشهد قريبًا المزيد من الأبطال من هذه المدينة.
في الوقت ذاته، اكتشف طارق حامدي لاحقًا أن رياضة الكاراتيه ليست مدرجة ضمن الرياضات الأولمبية، باستثناء نسخة طوكيو، مما دفعه إلى الانتقال إلى رياضة الجودو، ومع أننا نحقق تفوقًا عالميًا في الجوجيتسو، إلا أن العائد من هذا التفوق يظل محدودًا نظرًا لعدم إدراجها ضمن الألعاب الأولمبية حتى في دورة 2028 في لوس أنجليس.
وفي كرة القدم، تبرز أسئلة مهمة مثل: متى رأينا آخر مرة لاعبًا سعوديًا بقدم قوية في التسديد منذ أيام عبد الله الجمعان؟ أو متى شاهدنا لاعبًا متخصصًا في تسجيل الأهداف من الركلات الحرة خارج منطقة الجزاء؟ ولماذا نتأخر في اكتشاف حراس المرمى طوال القامة «حارس منتخبنا أحمد الكسار أقصر بـ 15 سم من الحارس المغربي ياسين بونو».
هل سألنا أنفسنا ونحن على بعد 5 أعوام تقريبًا من الأولمبياد الآسيوي الشتوي في تروجينا بنيوم، ماهي الرياضات التي يمكننا أن نتميز بها ونحقق منجزًا، أم نترك المجال لكل اتحاد أن «يكتشف» ويجرب بإمكاناته الصغيرة - البسيطة - التي بالكاد تسيّر أعمالها.
على الجانب الآخر، هل لدينا أبحاث علمية في تراجع نسبة الحضور الجماهيري للأندية في المراكز ما بعد الثامن، هل هي قيمة التذاكر، أم تجربة الحضور في الملاعب الرياضية، أو توقيت المباريات ؟ .. مخجل لمشروع دورينا العالمي أن يكون حضور بعض مبارياته دون 500 مشجع قد يرتكز حضورهم في عوائل اللاعبين والإداريين والإعلاميين، والمخجل أكثر أننا لا نملك إجابات منطقية حول ذلك ولا حتى طريقة لمعالجتها.
في رأيي أن الوقت قد حان لتفعيل مركز أبحاث الرياضة ليبحث عن مثل هذه التساؤلات بأساليب علمية محكمة من خلال اتخاذ الأساليب المهنية دون أن يكون الرأي معتمدًا على توجه مسؤول أو وجهة نظر إداري، وأعتقد أن التعاون مع إحدى جامعاتنا المتقدمة واستقطاب مختصين عالميين سيسهم في رسم مسار المستقبل الرياضي بطريقة أكثر منهجية، وليس شرطًا أن يكون المعهد مرتبطًا بفكرة الأداء الرياضي، بل يمكن أن يتجاوزه إلى مفاهيم أخرى مثل الاستثمار الرياضي واستهداف الفعاليات الرياضية العالمية.