|


سعد المهدي
أكثر من موضوع
2024-11-09
عند تداخل موضوعات متعددة تعتريها تناقضات يصعب إخفاؤها مهما حاولنا، فالرياضة، التي يمارسها رياضيونا، تحركها أندية وأجهزة إدارية وفنية ومالية، ومن خلفهم اتحادات ولجنة الأولمبية ووزارة رياضة، فجميعها تصب في سياق واحد.

لا يمكن فصل البحث عن نهضة رياضية دون تعريف لطبيعة الرياضة، مقاصدها، ومحركاتها، أنواعها، وأهدافها، بالتالي لا يمكن قياسها على لعبة أو مسابقة واحدة، أو تقييمها على نجاح، أو أفشل مرحلة، أو اتحاد، أو نادٍ، أو بروز نجم.

الغرق في «لعبة كرة القدم» ليس بالمشكلة، إنما في جعلها كل الرياضة والقياس على ما إذا كنا نتقدم أم نتأخر، ما إذا نملك رياضيين وحركة رياضية ناجحة، أو فاشلة، صحيح أن «كرة القدم» يمكن لها أن تكون عنوانًا، لكن الأكيد أنها ليست كل المحتوى الذي يمكن به أن نعبر به عن وجود رياضة كما نتمناها.

جلب أشهر وأفضل اللاعبين، وتقوية مسابقات كرة القدم، مسار يمثل عاملًا معززًا يسرع بالوصل لجعل العنوان كبيرًا يحتاج لقراءة سطور المحتوى الأكبر، فصوله وأبوابه، التي تتمثل في تفاصيل الرياضة الشاملة، التي يمكن القول إننا نؤسس لها، لكنها تحتاج إلى أن يصل فهمها إلينا جميعًا، قياديون وإعلام وجمهور.

لا نريد أن يأخذنا الضجيج والصخب، الذي تصنعه المنافسات الكروية، وأصداؤها وتداعياتها، إلى الاعتقاد أن هذه «الرياضة»، التي نريد لها أن ترتقي بنا إلى مصاف الدول التي تحتل الترتيب المتقدمة في جداول الأولمبياد العالمي والقاري، أو تتعدانا في عدد الممارسين والأكاديميات والمنشآت والمشافي المتخصصة والروابط والأنظمة واللوائح.

نحتاج إلى الوقت أكثر في الوصول إلى النقطة الممكنة، التي تتوقف عند ما نملكه من إمكانات، عقول وطاقات بشرية ومالية، وما وفرته الدولة من دعم وتمكين، وما حددته من أهداف، لتكون الرياضة فاعلة مجتمعيًا واقتصاديًا بما يتجاوز الكثير من التحديات، التي لا بد أن نضعها في الحسبان، وهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا، يتقدمها المسؤول المباشر، ويتحمل مراقبتها الإعلام الواعي لدوره الحقيقي، والمجتمع الرياضي لأبعاد ما أن يكون مؤازرًا لخطوات تجويد وتطوير العمل الذي ينقل الرياضة النقلة النوعية لا أن ينكفئ على ما تمليه عليه رغباته الخاصة.