|


خالد الشايع
احموا لاعبي الأخضر ثم حاسبوهم
2024-11-20
يخطئ من يعتقد أن مشكلة المنتخب السعودي تكمن فقط في اللاعبين، نحن لا نعاني من نقص في المواهب ولا في جودة اللاعب السعودي، المشكلة الحقيقية في تصوري تكمن في دعم وتطوير هذه المواهب، والذين بدلًا من أن يتم العمل على دعمهم، وتطويرهم، تتم محاربتهم، ممن يفترض أن دوره الأساسي تطويرهم.
مشكلة المنتخب السعودي الأكبر أن من يقوم عليه لا علاقة لهم بأحلام الجماهير، كرواتي اقترح، إيطالي أيد، ومغربي دعم، وقرر، فكان قرارًا تقليص عدد اللاعبين في كل فريق لـ25 لاعبًا فقط، القرار الذي حرم أكثر من 75 لاعبًا من ممارسة كرة القدم، ثم جاء القرار اللاحق بإلغاء درجة تحت 19 عامًا، ومعهم الأولمبي والدوري الرديف، القرار الكارثة الذي دمر مستقبل أكثر من 700 لاعب، صعدوا من تحت سن 18 عامًا، ولم يجدوا لهم مكانًا في الفريق الأول، وكيف يجدون فرصة، والقائمة لا تضم سوى 15 لاعبًا سعوديًا بينهم ثلاثة حراس؟ من فكر وقرر واعتمد، لم يكن يفهم طبيعة الدوري السعودي، ولا الفرص المتاحة فيه.
في نهاية المطاف، هرب بيليتش صاحب الفكرة المدمرة، ورحل مانشيني الذي أيدها بقوة، ومازال ناصر لاركيت المدير الفني في الاتحاد السعودي، يواصل قراراته الغريبة، تاركًا مهمته الأساسية والتي يفترض أن تكون حماية اللاعبين وتطويرهم.
حتى اللاعبون القلة الذين نجوا من المقصلة، يفتقدون للدعم المعنوي قبل الفني، الطرح الإعلامي الذي طغى بعد مباراة المنتخب السعودي وإندونيسيا كان مخيبًا، وركز على ألوان قمصان اللاعبين بشكل أقل ما يقال عنه سطحي، حسنًا، لماذا نلطف الكلمة!!، كان طرحًا تافهًا، سخيفًا.
للأسف ابتلينا بقنوات لا تحترم العمل الإعلامي، كل هدفها زيادة مشاهدات برامجها والحصول على متابعين جدد، وسط غياب شبه تام لاتحاد الإعلام الرياضي، الذي يشاهد ما يحدث من طرح مخجل وهادم، ولا يتصرف بالشكل الحازم المطلوب، للأسف الكل ظل يشاهد بصمت ما تعرض له سالم الدوسري قائد المنتخب من هجوم شخصي، وما يتعرض له أكثر من لاعب حاليًا، دون أن يفكر في حماية اللاعبين، مما يتعرضون له من نقد جاوز الفني ووصل لقلة الأدب، والاتهامات الصريحة، ومع ذلك يأملون من هؤلاء اللاعبين أن يقدموا مستوى جيدًا ويقاتلوا في الملعب، حسنًا، لا تنتظر من المحارب الذي ينزل لأرض المعركة وهو مثخن بالجراح أن ينتصر، ناهيك إن كان دخلها أصلًا بلا سلاح.
للأسف، على الرغم من السعي لتطور رياضتنا ورغم الجهود والصرف المالي الضخم إلّا أن الطرح الإعلامي الرياضي مازال خارج المسار ومازال يقف عند حقبة التسعينات، أسماء كبيرة سقطت في وحل التعصب، وغاصت فيه بعد كل مباراة، يمارسون الهجوم الشرس تجاه اللاعبين، من منطلق ألوان قمصانهم في أنديتهم، وبعبارات يخجل الصغار عن ترديدها.
قبل كل شيء وقبل أن نطالب اللاعبين بعودة الروح، والقتال، علينا أن نحميهم من أمرين، الأول من يقاتل لحرمانهم فرص اللعب في أنديتهم، والثاني الإسفاف الذي يتعرضون له ممن يدعون ظلمًا أنهم إعلاميون.
للأسف لدينا الكثير من الأسماء الرزينة التي تحترم تاريخها، ولكن لأنهم لا يحصدون التفاعل المرغوب به، فهو بعيدين عن المشهد.