|


الوجه الآخر لنادال.. مدريدي خالف عمه.. وحرم برشلونة صفقة ذهبية

القاهرة - أحمد مختار 2024.11.22 | 01:09 pm

«أريد أن تتذكروني شخصًا جيّدًا، وولدًا حقق أكثر مما كان يحلم به، والألقاب والأرقام موجودة، لذلك على الأرجح يعرفها الناس، ولكن أود أن يتم تذكري أكثر بأنني كنت شخصًا جيدًا، جاء من قرية صغير في مايوركا، كنت محظوظًا لأن عمي كان مدربًا للتنس، وكان لدي عائلة رائعة. أود أن يتم تذكري طفلًا حقق أكثر مما كان يحلم به».
بهذه الكلمات الساحرة، ودع الإسباني رافائيل نادال جمهوره ومحبيه وعشاقه، معلنًا اعتزاله رياضة التنس نهائيًا، لُيسدل الستار على مسيرة استثنائية ربما لن تتكرر في تاريخ اللعبة الصفراء.
يعرف الجميع نادال، لاعب التنس الأسطوري الذي فاز ببطولات عديدة، وحطم عدة أرقام قياسية في بطولات الجراند سلام، وكان الملك المتوج على عرش الملاعب الترابية لأعوام طويلة، لدرجة تسميته بـ «ملك رولان جاروس»، في إشارة إلى سيطرته التامة على البطولة الكبيرة التي تلعب سنويًا في فرنسا.
وبعيدًا عن التنس، يملك رافائيل نادال أكثر من قصة في عالم كرة القدم، هذه اللعبة التي لم يمارسها الإسباني أبدًا كلاعب محترف، إلا أنه تعلق بها وصار مثل الطفل الذي يحبها ويعشقها ويتقرب منها في كل مناسبة، حتى أصبح أحد المؤثرين في الكرة الإسبانية، حتى وإذا كان لا يقصد ذلك بشكل مباشر.
رافاييل ابن مدينة ماناكور الواقعة في جزر البليار الإسبانية، الذي نشأ في أسرة ميسورة الحال، إذ كان يعمل والده سباستيان في مجال إدارة الأعمال، حين امتلك شركة لتأمين الزجاج والنوافذ في إسبانيا، فيما أحب رافائيل كرة القدم بسبب عمه، ميجيل أنخل نادال، لاعب كرة القدم الشهير الذي احترف في عدة أندية إسبانية، من بينها ريال مايوركا وبرشلونة.
ميجيل أنخل نادال، أحد أعضاء فرقة الأحلام «الدريم تيم» في برشلونة تحت قيادة الهولندي العراب يوهان كرويف، حقق بطولات عديدة مع النادي الكاتلوني، إذ فاز ببطولة الدوري الإسباني 5 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرة، وكأس الكؤوس الأوروبية مرة، إضافة إلى بطولة كأس السوبر الأوروبي مرتين، وكأس السوبر الإسباني 4 مرات، وكأس ملك إسبانيا مرتين.
وعلى الرغم من أن ميجيل أنخل نادال كان قريبًا بشدة من ابن أخيه رافائيل، إلا أنه فشل في إقناعه بتشجيع برشلونة مثله، حيث نشأ الفتى الصغير عاشقًا ومتيمًا بنادي ريال مدريد، الغريم التاريخي والخصم اللدود لـ«البرشا». واعترف أسطورة التنس بأنه أحب ريال مدريد منذ صغره، بسبب ميل معظم أفراد عائلته للنادي الملكي، على الرغم من انقسامهم فيما بعد بعد انتقال عمه إلى برشلونة، حيث شجع بعضهم النادي الكاتلوني، لكنه بقي مشجعًا للريال حتى أصبح لاعبًا محترفًا في التنس.
ومنذ ذلك الحين، أصبح نادال أحد المشجعين الكبار لنادي ريال مدريد، حيث يحرص باستمرار على حضور مبارياته الكبيرة في ملعب سانتياجو برنابيو، كما احتفل أكثر من مرة بعدد من الألقاب التي حققها النادي الإسباني سواء في بطولة الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا.
ولم يكتف رافائيل بذلك، إذ ربطته وسائل الإعلام الإسبانية بإمكانية توليه منصب رئيس مجلس إدارة ريال مدريد مستقبلًا، إلا أن هذا الأمر بقي ضمن رغبة المشجعين وبعض الإعلاميين فقط، لأن نادال نفسه لم يتخذ أي خطوات حقيقية من أجل تنفيذه، حتى يمكنه خلافة الرئيس الحالي فلورنتينو بيريز مستقبلًا.
وكان برشلونة قريبًا من حسم صفقة قوية في 2014، حين تألق اللاعب الشاب حينها ماركو أسينسيو، عندما كان لاعبًا في صفوف ريال مايوركا، إذ اهتم مسؤولو «البرشا» بالتوقيع معه، بسبب ما أظهره من مهارة وقدرة على التألق مع الأندية الكبيرة، لكن الصفقة لم تكتمل بسبب تدخل غير متوقع من جانب نجم التنس نادال.
وقال أسينسيو في تصريحات سابقة عبر صحيفة «آس» الإسبانية تعليقًا على هذه القصة: «كان نادال يعرفني بسبب لعبي في مايوركا، الفريق الذي يشجعه أيضًا نادال. لقد اتصل نجم التنس بفلورنتينو بيريز، ليخبره بضرورة التوقيع معي، وعدم ترك الأمور تتجه إلى برشلونة، لذلك تحركت إدارة ريال مدريد وحسمت الصفقة رسميًا بشكل سريع».
هذا وارتدى أسينسيو قميص ريال مدريد منذ عام 2015 وحتى 2023، ليسهم في حصد عديد الألقاب من بينها بطولة دوري أبطال أوروبا 3 مرات، وبطولة كأس السوبر الأوروبي، وبطولة كأس العالم للأندية، ليستفيد «الميرنجي» من خدمات اللاعب بفضل توصية مباشرة من رافائيل نادال، النجم الذي حرم برشلونة منه وقدمه لريال مدريد على طبق من ذهب.


الوجه الآخر لنادال.. مدريدي خالف عمه.. وحرم برشلونة صفقة ذهبية