|


أحمد السويلم
خطة أزمة لمنتخب آسيا 2027
2024-11-22
اعتدت أن أكون متفائلًا بشكل دائم، لكنني هذه المرة أميل لترجيح صعوبة ترشح الأخضر إلى مونديال 2026، خاصة أن المجموعة جميعها مؤهلة للتأهل، والطابع الفني للأخضر لا يعطي انطباعًا إيجابيًّا، لا سيما مراكز الهجوم والوسط، ولا توجد بوادر لحلها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، رغم اقتناعي تمامًا بمناسبة استمرار المدرب رينارد للمرحلة الحالية.
من الآن، أعتقد أن التفكير في نهائيات كأس آسيا 2027 بالمملكة بات هو المطلب الرئيس، أقلها إعداد خطة أزمة لإنقاذ المنتخب فنيًّا وإداريًّا من جميع النواحي، مررنا بتجربة مع الإيطالي مانشيني لم يكتب لها النجاح، لكن كان يمكن تلافيها قبل التعاقد لو كان لدينا مركز أبحاث يزود المسؤول بتاريخ المدرب وصراعاته مع اللاعبين وصعوبة عمله مع منتخبات أضعف، أو تصنف خارج قائمة أقوى 50 منتخبًا في العالم.
لست متخصصًا في الجوانب الفنية حتى أملي ما يتطلب عمله، ولكن أعتقد أن التحدي واضح أمامنا. مع كل هذه المنتخبات السنية والتقدم في مشاريع الأكاديميات خلال الأعوام الأربعة الماضية، إلا أن الناتج الوحيد منها هو موهبة مصعب الجوير، التي يمكن أن نقول عنها إننا أمام لاعب موهوب ومؤهل فنيًّا ليكون له تأثير في المستقبل.. مع التفاؤل بتطور مروان الصحفي، لكن أعتقد أن المخرجات الكروية خلال السنوات القليلة الماضية كانت متدنية وأقل من التوقعات، رغم ارتفاع أعداد الأندية وأرقام المسجلين في الفئات السنية، وهذا يعكس وجود خلل بلا شك، أقلها جزئية اعتماد الأندية والأكاديميات على فتح تواريخ محددة للتسجيل وكأن هذا هو دورها في قبول اللاعبين، بينما الدور الأصعب هو البحث والتقصي عن المواهب حتى ولو كانت في قرى ومحافظات صغيرة.
الجانب الفني الآخر الذي نواجه فيه ضعفًا واضحًا «كما أكد وزير الرياضة»، هو الجوانب اللياقية بشكلٍ إجمالي للاعبين، وما ينتج عنه من ضعف تركيز في دقائق المباريات الأخيرة، وهو ملاحظ خلال مباريات الأخضر في التصفيات. حل مثل هذا الجانب مرتبط بالمنتخب والأندية، ولا يمكن حله بمعسكر قصير خلال خمسة أيام كما يتم الآن، ناهيك عن ضعف التكوين الجسماني الذي لا يخفى على أي مشاهد.. حتى ولو كان مشاهدًا غير رياضي، أجساد قليلة الحيلة في الالتحامات والتنافس والكرات الهوائية والهجمات المرتدة.
الجزئية الثالثة هي تكثيف مباريات المنتخب في أيام فيفا، هذا هو الحل المنطقي والممكن اعتباره كحل سريع، يجب أن يخوض اللاعبون عددًا من المباريات لا تقل عن 10 مباريات بشكل أساسي في بطولات مسوّقة بشكل جيد وتضمن حضورًا جماهيريًّا «وليست بطولات شبيهة بالمناورات»، أكثر من 70% من لاعبي الأخضر في مباراة إندونيسيا لم يلعبوا بشكل أساسي في فرقهم رغم مرور 10 جولات، الحارس والظهيرين وصانعي اللعب والأجنحة.. وحتى البدلاء، لا أعتقد أن هذا النموذج من المنتخبات له شبيه في العالم.. أتفق جدًّا على المشاركة الأساسية في بطولات مثل كأس الخليج وكأس العرب، وحتى المشاركة في بطولة الكونكاكاف الذهبية كما تردد في الأخبار مؤخرًا، هذه الطريقة تضمن على الأقل أن يلعب اللاعبون سويًا مباريات متعددة كل عام بشكل أساسي، قد تزيد من احتمالية الإصابات بلا شك، لكن جوانبها الإيجابية أكبر.. وأن يكون منتخب الشباب له مشاركات مكثفة كذلك ليكون «منتخب طوارئ»، لعله ينتج لاعبًا مثل مروان أو الجوير أو حتى حارسًا احتياطيًّا.
رغم كل التحديات، يبقى الأمل موجودًا في تصحيح المسار وتطوير المنتخب قبل آسيا 2027 بخطوات مدروسة وطموحات تتناسب مع إمكانات المملكة وإمكانات لاعبيها.. الطريق صعب، ولكن البداية الحقيقية تبدأ الآن.