|


صالح الطريقي
النقد ورئيس هيئة الصحافيين
2024-11-27
أتفهم أن يعتقد غالبية العامة أن الإعلامي/الناقد ما هو إلا شاعر القبيلة/النادي مهمته ذم القبيلة /النادي المنافس، وكيل المديح لناديه وإن كان يكذب، وإن كانوا يعرفون أنه يكذب، إذ يقول «إذا بلغ الفطام لنا صبي، تخر له الجبابر ساجدينا».
وهذا الاعتقاد سببه أن غالبية من يلعبون دور الإعلام الرياضي شعراء لأنديتهم، ولا يستخدمون النقد، أو لا يعرفون ما النقد، ولا يفرقوا بين النقد والتهجم.
ولكن أن يخرج «رئيس مجلس إدارة الصحافيين السعوديين ـ عضوان الأحمري» على الهواء مباشرة ببرنامج «برا 18» ليجيب على سؤال: أين تضع الإعلام الرياضي السعودي؟
قائلًا.. «أنا ممكن أتحدث مع إعلامي ويتحدث معي، وينتقدني وأنتقده تحت الهواء، ولكن على الهواء دعني أقول العقارب لا تلدغ بعضها، وأن من غير الأخلاقي الضرب بأصحاب المهنة نفسها، الأطباء لا يمكن أن يهاجموا الأطباء على الهواء».. انتهى.
فهو بهذا الرأي، يؤكد لي أن عدم فهم قيمة النقد أعقد بكثير مما كنت أعتقد، «فالأحمري» يرى النقد تهجم «الطبيب لا يهاجم طبيب»، أو لدغة سامة لهذا الإعلامي لا يلدغ إعلاميًا، فهل النقد يعني التهجم؟
وهل مباح للإعلامي نقد كل شيء، ولكن محرم عليه نقد أصحاب مهنته؟
فهمنا للنقد يجيب على السؤالين، فالنقد هو كلام منطوق، أو مكتوب عن الجيد والرديء بأفعال، أو قرارات يتخذها الإنسان، أو مجموعة من البشر بمختلف المجالات من وجهة نظر الناقد.
وعادة في النقد نذكر مكامن القوة بالعمل، ليتعلم منها الجيل الجديد، أو الضعف، ليتم إصلاحها وعدم تكرارها بالمستقبل، وقد يقترح الناقد حلولًا إن كان هناك مشكلة.
إذن النقد لا دخل له بالتهجم، كذلك هو أداة إصلاح وتطوير.
فهل من الأخلاقي أن تساعد زميل مهنة على التطور من خلال نقدك له، كذلك تساعد الأجيال القادمة، لأن صمتك على الهواء مباشرة لن يساعدهم على معرفة ما العمل/الفعل الجيد أو الرديء، والأهم سيستمر العامة يعتقدون أن النقد ما هو إلا تهجم.