|


خالد الشايع
التحكيم الآسيوي.. حتى لا نؤكل كما الثور الأبيض
2024-11-27
في عصر تقنية الفيديو لم تعد أخطاء التحكيم في الغالب تقديرية، أو جزء من اللعبة، عندما يصر حكم على قرار خاطئ حتى بعد العودة لمشاهدة اللقطة مرة ومرتين، ويجزم خبراء التحكيم فيما بعد أنه أصر على الخطأ فلا يمكن تمرير حجة التقدير، وأن يتكرر ذلك في أربع مناسبات في مباراة واحدة، فأنه لا مجال لحسن الظن أبدًا.
ما قام به الحكم الكوري الجنوبي يونج هيوك كيم بحق الهلال في مباراته الأخيرة أمام السد يندرج تحت الجرم التحكيمي بشهادة خبراء التحكيم، وعلى رأسهم القدير محمد كمال ريشة، المحلل التحكيمي لصحيفة «الرياضية»، الغالبية تراوحت تحليلاتهم بين وجود أربع ركلات جزاء للهلال وبين ركلتين فقط، واحدة منها كانت كفيلة بحسم المباراة.
لا مجال لحسن الظن فيما قام به الحكم الكوري الجنوبي الذي أكد المؤكد، وأن التحكيم الآسيوي جثة تنتظر الموت، لا مجال لها لأن تتحسن، وسط ضعف مخرجات لجنة التحكيم الآسيوي.
ما تعرض له الهلال من ظلم تحكيمي فاحش، لا يجب أن يمر بسهولة، ليس من قبل الهلاليين فقط، بل من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وناديي الأهلي والنصر، فما مر به الهلال أول أمس، سيمر به النصر والأهلي لاحقًا، فالمقصود ليس الهلال بذاته، بل الأندية السعودية عامة، حتى لا تكرر الحكاية الشعبية «أكلت يوم أُكل الثور الأبيض» الشهيرة، الأندية السعودية مطالبة أن تتكاتف مع اتحاد الكرة، لوضع حد لما يقوم به الحكام الآسيويين من كوراث، مباراة الهلال والسد لم تكن لتغير من تأهل الهلال شيئًا، ولكن السكوت على مثل هذا التحكيم الرديء ستدفع أنديتنا وحتى منتخبنا ثمنه لاحقًا في الأدوار الحاسمة.
لنتذكر أن سيئ الذكر الياباني نيشمورا لم يكن ليتركب الجرم الذي ارتكبه بحق الهلال في نهائي سيدني الشهير في عام 2014، لو أن الاتحاد السعودي كان له وقفه حازمة بعد حرمانه الأخضر من هدف نايف هزازي الصحيح أمام إيران، قبلها بثلاث سنوات فقط، كان يمكن أن يُجتث ذاك الفاشل حينها ولكن هذا لم يحدث، يجب أن نتعلم الدرس، وألا يتم السكوت على ما قام به يونج كيم، وأن يتم السعي لمنعة من التحكيم آسيويًا، حتى لا نتفاجأ به لاحقًا يتسبب في خسارة فريق سعودي للكأس.
حسنًا، ليس أسوأ من أخطاء كيم الفاضحة، إلا حالة التشفي التي مارسها بعض المنتمين لأندية سعودية منافسة للهلال، من الذين كالوا عبارات المديح للحكم الكوري، لأنه فقط ظلم الهلال، هؤلاء سيتعالى صياحهم عندما تتعرض فرقهم لذات الأخطاء التي تعرض لها الهلال، فالتحكيم الآسيوي ليس له أمان، وبدلًا من التكاتف يدًا واحدة مع الفريق المتعرض للظلم، ليس حبًا فيه ولكن حماية لأنفسهم لاحقًا، أخذوا صف الحكم الفاشل، معتبرينه رمزًا للعدالة، تمامًا كما فعل رئيس النصر السابق الذي امتدح نيشمورا حينها، حتى وأن كان مازحًا.
«ليس حبا في علي ولكن كرهًا في معاوية»، هكذا حال الأغلبية من غير الهلاليين، والخوف أن يأتي يوم يكررون فيه: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، حنيها لا يحق لهم الشكوى، فكيم رمز العدالة في نظرهم.