معرض المخطوطات.. حكايات تاريخية تبهر العالم
بين زوايا «معرض المخطوطات السعودي» الذي تنظمه هيئة المكتبات تحت شعار «حكاية تُروى لأثر يبقى»، تتقاطع حضارات العالم في تجربة فريدة تجمع زوارًا من مختلف الجنسيات، جاؤوا لاستكشاف كنوز التراث الإسلامي والعربي عبر تجربة استثنائية تسلط الضوء على ريادة السعودية في حفظ وترميم المخطوطات، وتقديمها للعالم جزءًا من إرثٍ إنساني مشترك.
ويواصل المعرض استقبال زواره من مختلف الثقافات في الدرعية إلى السابع من ديسمبر المقبل، ضمن برنامج ثقافي وفعاليات متنوعة.
وبحسب بيان صحافي، السبت، أبدى الزوار إعجابهم بما شاهدوه من مقتنيات نادرة وأساليب عرض مبتكرة تعكس العناية الفائقة بهذا التراث، حيث عبّر الزائر الألماني برايفت فيلا عن انبهاره بجمال الخط العربي، واصفًا إياه بأنه «فن يروي حكايات التاريخ للعالم»، وقال: «لقد اندهشت بالحضارة العربية والإسلامية، وبما تحتضنه السعودية من كنوز تراثية، إضافة إلى دورها الكبير البارز في حفظ هذا الإرث، الذي يتجلى بوضوح في كل تفاصيل المعرض».
وأضاف: «إن أكثر ما لفت انتباهي جمال الخط العربي، على الرغم من أنني لا أستطيع قراءته، إلا أن جاذبيته البصرية تجعل منه فنًا عالميًا».
كما وصف الزائر الألماني بلفارد إنكلك المعرض بأنه «جسر ثقافي ممتد بين الشعوب يعرفها بحضارات وتاريخ عريق تحتضنه شبه الجزيرة العربية».
وأردف: «يعكس المعرض كيف يمكن للتراث أن يصبح لغة عالمية، حيث أنني لم أتعرف فقط على التاريخ، بل شعرت باقترابي أكثر من ثقافة أخرى، استطاعت السعودية المحافظة عليها وسط تغيرات الزمن».
كما عبّر كل من النيجيري فولو جيمي، والأيرلندي كيما عن انبهارهما بثراء التراث الذي تحتفظ به السعودية، واصفين المعرض بأنه تجربة تتجاوز حدود التعلم إلى رحلة ملهمة تعيد إحياء الوعي بقيمة التراث جزءًا لا يتجزأ من الهوية الإنسانية.
وأكدا أن السعودية، ومن خلال معرض المخطوطات السعودي، لا تحافظ على هذا التراث الثقافي فقط، بل تنقله إلى العالم بأسلوب مبتكر يعكس فخرًا بجماله وعمقه، ما يجعلها نموذجًا عالميًا في الحفاظ على التاريخ وإحيائه.
ويمثل «معرض المخطوطات السعودي» حدثًا ثقافيًا بارزًا يعكس حرص السعودية على إبراز تراثها العريق، وتعزيز مكانتها الريادية في حفظ وصون المخطوطات التاريخية، حيث يعرض أكثر من 2000 مخطوطة نادرة من مقتنيات المكتبات السعودية، التي تحتضن نحو 27 في المئة من إجمالي المخطوطات في العالم العربي، ما يجعل البلاد واحدة من أبرز الدول التي تسهم في صون التراث العربي والإسلامي.