|


ألماني يعيش شهرين تحت الماء

الألماني روديجر كوخ يتحدث خلال مقابلة مع وكالة «فرانس برس» داخل غرفة تحت الماء قبالة ساحل بويرتو ليندو في بنما، 26 نوفمبر 2024. (الفرنسية)
بورتوبيلو ـ الفرنسية 2024.11.30 | 04:17 pm

يعيش الألماني روديجر كوخ منذ شهرين داخل كبسولة على عمق 11 مترًا في البحر الكاريبي قبالة سواحل بنما، مُلحَقة بمنزل مبني على سطح المياه.
ويسعى مهندس الطيران، البالغ 59 عامًا، من خلال مغامرته غير العادية، التي يعتزم الاستمرار فيها شهرين آخرين، إلى تسجيل رقم قياسي عالمي جديد لإثبات قدرة الإنسان على العيش وهو مغمور بالمياه كليًا.
وقال كوخ للوكالة الفرنسية، التي زارته في مكان انعزاله الطوعي: «يجب أن ننتقل إلى المحيط. الجو أكثر هدوءًا هنا، فهو ليس كحياة المدينة. يمكن سماع الأمواج وصوت السمك الخفيف».
وتبلغ مساحة الكبسولة، التي يسكن فيها روديجر كوخ 30 مترًا مربّعًا، ولديه سرير ومرحاض وجهاز تلفزيون وكمبيوتر ودراجة تمرين ومراوح، أما الاتصال بالإنترنت فبواسطة الأقمار الاصطناعية، فيما توفّر له التيار الكهربائي الألواح الشمسية الموجودة على السطح. ولديه مولّد احتياطي، ولكن لا يوجد مرشّة للاستحمام.
وتحدث كوخ عن يومياته قائلًا: «أستيقظ في السادسة صباحًا، أستمع إلى الأخبار، وأعمل قليلًا، ثم أتناول وجبة الفطور، وأنفّذ المهام اليومية».
وعلى طاولة صغيرة، توجد نسخة من كتاب «20 ألف فرسخ تحت الماء» للمؤلف الفرنسي جول فيرن.
بدأ روديجر كوخ، المعجب بمغامرة الكابتن نيمو، تنفيذ تحديه في 26 سبتمبر الماضي، ويعتزم العودة إلى الهواء الطلق في 24 يناير المقبل، وبذلك يتجاوز الرقم القياسي لأطول غمر من دون خفض الضغط المسجّل باسم الأمريكي جوزيف ديتوري، الذي مكث مئة يوم ضمن كابينة مغمورة في بحيرة فلوريدا.
وتفيده ساعتان رقميتان بمقدار الوقت، الذي مضى حتى الآن، وكم يتبقى له للفوز برهانه.
وترتبط الكبسولة تحت الماء بمنزل يقع على أسطوانة معدنية فوق المياه، على بعد 15 دقيقة بالقارب من ساحل بويرتو ليندو، على الساحل الشمالي لبنما.
ومن خلال درج حلزوني ضيق في جوف الأسطوانة يمكن الوصول إلى الكبسولة تحت الماء على عمق 11 مترًا، ومن خلالها يحصل كوخ على وجبات الطعام.
وإذ أكّد أن «الأمر ليس صعبًا»، قال: «لا أعاني شيئًا سوى الرغبة في السباحة أحيانًا»، مشيرًا إلى نوافذ دائرية لكبسولته يدخل منها الضوء الفيروزي، ومن خلالها يمكن رؤية الأسماك بكل الأحجام والألوان.
وشدّد كوخ على أن المادة التي صُنعت منها الكبسولة تحت الماء تراعي الاعتبارات البيئية، وأن جدرانها الخارجية تتيح إيواء الشعاب المرجانية والأسماك.
ووُضعت في الكبسولة أربع كاميرات تصوّره باستمرار للتأكد من وضعه الصحي، ومن عدم عودته إلى السطح. ويراقب إيال بِرجا، خبير الأمن، الموجود في المنزل على السطح، تحركاته من خلال شاشة.
وقال بِرجا: «لقد واجهنا وحدنا في وسط المحيط الرياح والأمطار والأمواج، وفي بعض الأحيان لم نكن نرى شيئًا»، موضحًا أن عاصفة كادت أن تضع حدًا للمشروع قبل بضعة أيام.