|


تركي السهلي
تخفيضات القبّاني
2024-12-17
صرفت الرياضة السعودية على مجموعة اللاعبين المُستقطبين في موسمين ونصف الموسم نحو المليار ونصف المليار دولار، وهو رقم أقلّ بكثير ممّا صرفته البرتغال على الممارسين المحترفين للعبة في الدوري المحلي، وأقلّ أيضًا ممّا رُصد للدوري الإنجليزي في درجته الثانية، ومعهما دوريات أخرى.
لم يدخل الدوري السعودي للمحترفين قائمة الدوريات العشرة الكُبرى بعد، وهو أمامه نحو المليار دولار حتى يُزيح التركي أو الهولندي ويُصبح في القائمة وفق المُستهدف.
وفي السعودية الآن، 27 ألف لاعب مُسجّل، وأكثر من 10 آلاف لاعب في فئة عُمرية صغيرة، تلتزم استراتيجية الدعم بتقديم 300 مليون دولار لأنديتهم على نحوٍ سنوي، ولم يتحدث أحد من وزارة الرياضة عن خفض أو تحويل أوجه الصرف إلى مشاريع أكثر جدوى.
وإذا كان الزميل العزيز «الأكاديمي» عبد المحسن القبّاني، ينصح عبر مقالته فيي الرياضية وزير المالية محمد الجدعان، بتحويل الإنفاق إلى مشاريع تتعلّق بكأس العالم، وإيقاف جذب نجوم العالم، فإنّه جعل من كُرة القدم السعودية في خانة «التخفيضات»، وهذا يأتي بعكس المُستهدف الحكومي المُعلن أساسًا.
وحتى «الشرق بلومبيرج» بدأت في مناقشة كفاءة الإنفاق، وتقييم الصرف على المشاريع الضخمة لرؤية السعودية 2030، لكنّ الجميع عليه أن يعلم أن الاقتصاد السعودي تحرّر من الاعتماد على النفط منذ 2017 والتوجّه إلى عدّة قطاعات من بينها السياحة التي ستساهم في الناتج المحلي الإجمالي بـ16 في المئة عام 2034 حين تنظيم السعودية للحدث الأضخم عالميًا.
إنّ التحرّك السليم لتنويع مصادر الدخل، أثمر عن أذرع حيوية للاقتصاد الوطني مثل الرياضة، الترفيه، الثقافة، ولم تعد الحكومة تعتمد على قطاع مُحدّد لتقوية اقتصادها، وأصبح «إكسبو» بنفس مسار «نيوم» و«المعادن» وكأس آسيا 2027 والأولمبياد الآسيوي الشتوي في «تروجينا».
إنّني أدعو عبد المحسن القبّاني إلى منتجعات «البحر الأحمر» مع تزويده بممكّنات الذكاء الاصطناعي، واستحضار مُعايشة هدف للاعب سعودي عُمره الآن ثمانية أعوام في مباراة من مباريات بطولة 2034 وسط حضور أكثر من 700 ألف متُفرّج مُباشر في خمس مُدن و15 ملعبًا صديقًا للبيئة.