مدرستان في التفكير فيما يتعلَّق بكأس دورة الخليج العربي، الأولى، وأنا من بينهم، تتمسَّك باستمرارية إقامة هذه البطولة محافظةً على قيمتها وأهميتها وضرورة اعتبارها الأهم في أجندة كل المنتخبات الثمانية، بينما ترى الثانية أن الزمن تجاوزها، ولم تعد مهمةً، أو تستوجب الحرص، أو «الأوَّلية» في التحضير، والمشاركة.
بالنسبة لي، لا أرى أن هناك «بطولةً» مقدَّمةً على بطولة كأس الخليج بعد اعتبارات إظهار روابط الأخوَّة واللحمة على أهميتها، إذ إن هناك جوانبَ «كرويةً»، لا يمكن إنكارها، تصبُّ في صالح كل المنتخبات عند المشاركة، أو تحقيق اللقب، ولن أعود للوراء قبل سنة 70م، وما حدث بعدها من تغييرٍ بدفعٍ من «كأس الخليج»، شمل البنى التحتية الرياضية في كافة دول المنطقة، وفي الجوانب الفنية التي أدت إلى وصول خمسةٍ من المنتخبات الثمانية إلى نهائيات كأس العالم، أو الحصول على كأس أمم آسيا وصولًا لشرف استضافة المونديال.
الجمهور السعودي لم يهنأ له بالٌ حتى حصل على كأسها سنة 1994 للمرة الأولى على الرغم من أنه حينها كان بطل أمم آسيا مرتين 84/88م، وعائدٌ للتو من مونديال 94م الذي وصل فيه إلى دور الـ 16، فقد كان الجمهور يعلم أنه قد مضت 11 دورةً، شارك فيها بكل الأجيال من 70م دون الحصول على كأسها، بل ولم يسلم من ارتدادات خسائرها، وبلغت الذروة منذ أول مشاركةٍ فاشلةٍ سنة 70م بإصدار قراراتٍ قاسيةٍ على عددٍ من اللاعبين بالحرمان النهائي من اللعب مدى الحياة، ووضع آخرين على قائمة المحرومين من الاستدعاء للمنتخب، أو الإنذار وسحب بطاقة اللاعب الدولي، وتكرر مثل هذا بحق بعض اللاعبين، وطرد المدربين مع كل فشلٍ حتى تاريخه.
هذه الغصَّة جراء الفشل في كأس الخليج، وما يترتب على نتائج منتخبنا في ذاكرة هذه البطولة مقابل النجاح الذي يحققه المنتخب في المشاركات الأخرى على المستوى القاري والدولي، أوحى لأصحاب المدرسة الثانية بمحاولة التقليل من قيمة وأهمية كأس الخليج، وإبراز مساوئها في بعض تفاصيلها، وإظهار أن منتخبنا أكبر من قياسه على حجم هذه البطولة التي ليس لها مكانٌ في أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وشاركهم في ذلك بعضٌ من جمهور وإعلام دولٍ خليجيةٍ لأسبابٍ ظرفيةٍ، كانت تتغيَّر بحسب نتائج منتخبات بلدانهم.
كلتا الفكرتين لها وجاهتها، لكن لا يمكن الاعتماد عليها في الاصطفاف إلى إحداهما جماهيريًّا دون الأخرى، لأنه لا يتم إحياؤها إلا مع عودة عجلة «كأس الخليج» للدوران، كما هو بالأمس على أرض الكويت، فمع انتشاء أصحاب فكرة «جدواها وأهميتها وسط الأجواء التنافسية والتهيؤ لمتعةٍ كرويةٍ»، ينتظر أصحاب الفكرة الثانية ظهور بعض منغصات البطولة تلك التي تثير الخلافات بين جمهور المنتخبات وإعلاميها، أو عجز المنتخب ولو عن تقديم ما يشفع له كمنافسٍ تقليدي في هذه البطولة على مر تاريخها لتأكيد أن كأس دورة الخليج لا تستحق أن تشغل بال مَن تجاوزها بإنجازاتٍ قاريةٍ ودوليةٍ... أعود لأصطف مع مَن يهمه «كأس الخليج»، ويتمنى أن يحصل على «كأسها» كمنجزٍ يتجاوز في صعوبته وتعقيداته كأس أمم آسيا، وفي طريقة الوصول إلى منصته مشوار التأهل إلى كأس العالم.
بالنسبة لي، لا أرى أن هناك «بطولةً» مقدَّمةً على بطولة كأس الخليج بعد اعتبارات إظهار روابط الأخوَّة واللحمة على أهميتها، إذ إن هناك جوانبَ «كرويةً»، لا يمكن إنكارها، تصبُّ في صالح كل المنتخبات عند المشاركة، أو تحقيق اللقب، ولن أعود للوراء قبل سنة 70م، وما حدث بعدها من تغييرٍ بدفعٍ من «كأس الخليج»، شمل البنى التحتية الرياضية في كافة دول المنطقة، وفي الجوانب الفنية التي أدت إلى وصول خمسةٍ من المنتخبات الثمانية إلى نهائيات كأس العالم، أو الحصول على كأس أمم آسيا وصولًا لشرف استضافة المونديال.
الجمهور السعودي لم يهنأ له بالٌ حتى حصل على كأسها سنة 1994 للمرة الأولى على الرغم من أنه حينها كان بطل أمم آسيا مرتين 84/88م، وعائدٌ للتو من مونديال 94م الذي وصل فيه إلى دور الـ 16، فقد كان الجمهور يعلم أنه قد مضت 11 دورةً، شارك فيها بكل الأجيال من 70م دون الحصول على كأسها، بل ولم يسلم من ارتدادات خسائرها، وبلغت الذروة منذ أول مشاركةٍ فاشلةٍ سنة 70م بإصدار قراراتٍ قاسيةٍ على عددٍ من اللاعبين بالحرمان النهائي من اللعب مدى الحياة، ووضع آخرين على قائمة المحرومين من الاستدعاء للمنتخب، أو الإنذار وسحب بطاقة اللاعب الدولي، وتكرر مثل هذا بحق بعض اللاعبين، وطرد المدربين مع كل فشلٍ حتى تاريخه.
هذه الغصَّة جراء الفشل في كأس الخليج، وما يترتب على نتائج منتخبنا في ذاكرة هذه البطولة مقابل النجاح الذي يحققه المنتخب في المشاركات الأخرى على المستوى القاري والدولي، أوحى لأصحاب المدرسة الثانية بمحاولة التقليل من قيمة وأهمية كأس الخليج، وإبراز مساوئها في بعض تفاصيلها، وإظهار أن منتخبنا أكبر من قياسه على حجم هذه البطولة التي ليس لها مكانٌ في أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وشاركهم في ذلك بعضٌ من جمهور وإعلام دولٍ خليجيةٍ لأسبابٍ ظرفيةٍ، كانت تتغيَّر بحسب نتائج منتخبات بلدانهم.
كلتا الفكرتين لها وجاهتها، لكن لا يمكن الاعتماد عليها في الاصطفاف إلى إحداهما جماهيريًّا دون الأخرى، لأنه لا يتم إحياؤها إلا مع عودة عجلة «كأس الخليج» للدوران، كما هو بالأمس على أرض الكويت، فمع انتشاء أصحاب فكرة «جدواها وأهميتها وسط الأجواء التنافسية والتهيؤ لمتعةٍ كرويةٍ»، ينتظر أصحاب الفكرة الثانية ظهور بعض منغصات البطولة تلك التي تثير الخلافات بين جمهور المنتخبات وإعلاميها، أو عجز المنتخب ولو عن تقديم ما يشفع له كمنافسٍ تقليدي في هذه البطولة على مر تاريخها لتأكيد أن كأس دورة الخليج لا تستحق أن تشغل بال مَن تجاوزها بإنجازاتٍ قاريةٍ ودوليةٍ... أعود لأصطف مع مَن يهمه «كأس الخليج»، ويتمنى أن يحصل على «كأسها» كمنجزٍ يتجاوز في صعوبته وتعقيداته كأس أمم آسيا، وفي طريقة الوصول إلى منصته مشوار التأهل إلى كأس العالم.