|


نواف العقيّل
أرجوكم لا تتوقفوا عن نقد اللاعبين
2024-12-27
يعيش لاعبو المنتخب السعودي خلال الأيام الحالية وأيضًا الماضية منذ رحيل مانشيني حالة ضغط إعلامية وجماهيرية كبيرة بعد المستويات غير المقبولة من اللاعبين بالأشهر الماضية، وهذا الضغط يجب أن يستمر ولا يتوقف حتى عندما تتحسن النتائج، فكرة القدم على المستوى الدولي تعتمد بشكل رئيس على اللاعبين وليس الإداريين الموجودين في المكتب أو المدرب الحاضر على مقاعد البدلاء.
نعم قد يتحملون نسبًا بسيطة، ولكن النسبة الأكبر هي للاعبين، أن تمثل منتخب بلادك على مستوى كرة القدم يجب أن يكون محل تقدير أكبر ومسؤولية أعلى من اللاعبين، قد يكون تركيزنا لسنوات على قضايا جانبية فيما يخص المنتخب جعل اللاعبين يتساهلون بتمثيل المنتخب السعودي بشكل غير متعمد، ولكن علينا نحن كإعلام أولاً أن نعود للتركيز على القضايا الأهم في منتخبنا ولا يوجد أهم من اللاعبين.
قبل أن يذهب اللاعب إلى المعسكر نخلق له أعذارًا، لا يشاركون لا يملكون الموهبة ولا ولا ولا، ونخلق الكثير والكثير من الأعذار لهم، لا يوجد عذر لتقديم كل ما لديك داخل أرضية الملعب، فالأمر لا يتعلق بالإمكانيات فقط في المستوى الدولي بل بالقتالية والرغبة لتحقيق نجاح وطني، هم نفس هؤلاء اللاعبين شاهدوا كيف كان لاعبو منتخب إندونيسيا يقاتلون على كل شيء من أجل بلادهم في ليلة جاكرتا الشهيرة، وعلينا وعلى اللاعبين تصحيح ذلك، واليوم نحن نضع أساس منتخب 2034 ولا يوجد أهم من هذا الأساس الذي يدور حول أهمية ارتداء قميص المنتخب واستشعار ذلك.
رسالتي هي أن نستمر بالمطالبة بالمزيد ونستمر برفع الطموح لا نرضى بالقليل، وعلينا دائمًا أن ننتقد بالشكل الصحيح، ولا ننتقد من أجل النقد فقط، لاعبونا الحاليون هم ضحية لحالتنا الرياضية في السنوات العشرين الماضية، ولكن هم اليوم يجهزون أرض الأبطال لجيل 2934 والذي نطمح بشكل كبير لتحقيق شيء مختلف في المونديال الذي نستضيفه، والبداية لتحقيق ذلك يبدأ من الجيل الحالي بتغيير المفاهيم لتتوازن مع الطموحات، ولا ننقل الصراعات التي تدور في الأندية إلى ساحة المنتخب المختلفة تمامًا عن تلك الساحة.
أرجوكم ثم أرجوكم لا تتوقفوا عن نقد كل لاعب يقصر، ولكن انتقد بكل إنصاف دون تجريح أيضًا، وانتقد عندما تجد أن اللاعب فعلاً لم يقدم شيئًا، ولكن تذكر أننا نحن واللاعبون والكل يريد أن يقدم كل شيء لبلادنا فلا نمارس الوطنية في منابرنا ولا تستمر في الإصرار على رأي ذكرته ثم أصبح هذا الرأي خاطئًا.
علينا فقط أن ننتقد في إطار كرة القدم ولا نخرج عن ذلك، وعندما يقاتل اللاعبون داخل أرضية الملعب ولا نحقق أي نتيجة كن أول من يصفق وليس أول من ينتقد من أجل الانتقاد فقط، ولا تجعل النتيجة النهائية هي المحرك الرئيسي لانتقادك للاعبين، سنخسر مستقبلاً ولا نريد أن نخسر نحن ولاعبونا بلا قتال، أو بكل اختصار كما ظهر اللاعبون في ليلة جاكرتا الشهيرة.
كرة القدم على مستوى المنتخبات مختلفة تمامًا عن كرة قدم الأندية، وعلينا أن نفهم ذلك، لا يوجد أي أعذار للاعبين في تقديم كل ما لديهم والقتال داخل أرضية الملعب وتقديم كل شيء هو المقياس الحقيقي للنقد، وليس النتيجة النهائية بالفوز أو الخسارة.