|


خالد الشايع
سالم.. ميسي ورونالدو.. معضلة الأسطورة
2025-01-01
تعامل "بعض" الإعلاميين مع خسارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لفرصة الفوز بكأس الخليج، بشكل متباين، حسب ميول كل محلل وناقد، بطريقة مخجلة، تطرح سؤال مهم "ماذا تركتم لمؤثري إكس المزعومين".
استغل كثيرون الخسارة لكيل الاتهامات، والنقد الجارح لبعض اللاعبين، وبالذات من يخالفهم في الميول.
كان نصيب الأسد منها لسالم الدوسري، قائد المنتخب، وكأنه السوبرمان الذي يجب أن يتجاوز كل الصعاب، ويسجل الأهداف ويجلب الفوز، حتى ولو أخطأ رفاقه، ومن قبلهم مدربه.
تجاهلوا أن سالم، شارك وهو يعاني من كسور في وجهه ليحاول أن يحقق الفوز مع رفاقه، ولكن الرياح سارت بشكل عاتي، وخسر المنتخب، لأن الأخطاء كانت أكبر من تجاوزها.
هم يعلمون في داخلهم، أنه من الظلم أن يتم تحميل سالم عبء الخسارة، فالخسارة الخليجية ليست أمرًا مستغربًا، فخلال 25 مشاركة خليجية لم نحقق اللقب إلا في ثلاث مناسبات فقط.
من سوء حظ سالم أنه النجم الأوحد في المنتخب، طوال العقود الماضية، والأجيال المتعاقبة على الأخضر، كان هناك خمسة أو ستة أسماء لها ثقلها وقيمتها الفنية في كل تشكيلة، ولكن المنتخب الحالي، ليس فيه سوى سالم القادر على صنع الفارق الحقيقي.
وبدلًا من أن يتم التعامل مع هذه الحقيقة، ودعم سالم ليأخذ بيد الآخرين، يتم التعامل معه بطريقة فيها من الظلم الكثير، حتى مع إصاباته يتم التعامل معها بالتشكيك والنيل من وطنيته.
لماذا يلعب؟، لماذا يصاب؟، لماذا هو القائد؟، لماذا يسدد ركلة الجزاء؟، لماذا يضيعها؟، نقاشات سخيفة لا تمت للمنطق بصلة، حتى وصل الأمر لعضو سابق في الاتحاد السعودي لكرة القدم يطالب بسحب الشارة من اللاعب الأكبر في المنتخب، لصالح لاعب شاب، أية سخرية هذه.
للأسف الشديد، نعاني من صعوبة في إيجاد المواهب، ولو وجدت فأنها لا تُمنح الفرصة بسهولة، قد يكون سالم الورقة الأخيرة من عينة الأساطير، وهو الوحيد القادر على حمل المنتخب السعودي على كتفيه، والطيران به للولايات المتحدة.
في كل عصر، هناك نجوم لهم وضع خاص، وقدرات مميزة، ولكنهم لا يمكن مهما بلغت قيمتهم داخل الملعب تحقيق الفوز بمفردهم، احتاج ميسي الأفضل في التاريخ للاعبين مميزين إلى جواره لتحقيق كأس العالم، وهو ما افتقده كريستيانو رونالدو الذي لم يستطع الفوز بكأس العالم على الرغم من قدراته الأسطورية، وهو حال محمد صلاح مع منتخب مصر، وغيرهم كثر، فاليد الواحدة لا تصفق.
بيليه لم يفز بكأس العالم، إلا بدعم من رفاقه، هذه هي كرة القدم، في كل مكان يتم التعامل مع النجم الأفضل بطريقة تليق به.
ولكن لدينا، يتم خلع قميص المنتخب، والنظر لقميص النادي، لهذا يتعرض سالم لذات النقد الجارح والبعيد عن المنطق الذي تعرض له سامي الجابر من قبله، هجوم يصل لمستوى الإساءة الشخصية، كل هذا والجهة التي يفترض بها أن تحمي اللاعبين في سبات، وكأن الأمر لا يعنيها.
سالم والبليهي والغنام، كلها أسماء قدمت الكثير للمنتخب، حتى ولو خسرنا، لا يستحقون هذا الأسلوب السخيف في النقد، هذا أن كان يمكن اعتبار ما يتعرضون له نقدًا.