نجم السوبر.. سيموني يرفع شعار «لن أعيش في جلباب أخي»
«إنزاجي ملك الهجوم، وبعبع المنافسين، وأحد مواليد منطقة الجزاء»، هكذا وصف المتابعون والمشجعون مسيرة إنزاجي، المهاجم الأسطوري في الملاعب الإيطالية، خلال حقبة التسعينيات وأوائل الألفية، ليقترن اسم عائلة إنزاجي بنجم واحد فقط هو فيليبو إنزاجي أو «بيبو»، رأس الحربة، الذي سجل أهدافًا لا تنسى، وحصل على بطولات عديدة برفقة أكثر من نادٍ، إضافة إلى مسيرته الخالدة مع الأزوري، على الرغم من أن اسم «إنزاجي» أيضًا اقترن بأخيه الصغير، سيموني، المهاجم الذي احترف اللعبة، وارتدى قمصان أكثر من فريق إيطالي، إلا أنه لم يصل أبدًا إلى نصف شهرة أخيه الأكبر لاعبًا.
سجل بيبو إنزاجي 197 هدفًا في مسيرته الكروية، وحقق 3 بطولات مع يوفنتوس، إضافة إلى 8 بطولات مع ميلان، وكان أحد أعضاء الفريق الإيطالي، الفائز بلقب كأس العالم 2006، أما سيموني إنزاجي فسجل 63 هدفًا فقط في مسيرته الكروية، وارتدى قميص إيطاليا في 3 مباريات فقط، كما لم يتألق خلال مشواره الاحترافي إلا مع فريق لاتسيو على فترات، لذلك أصبح الفارق كبيرًا للغاية بينه وبين أخيه، على مستوى الإنجازات والبطولات والأرقام، وبالطبع الشهرة والصيت والبريق الإعلامي قديمًا.
والحق يُقال، لطالما عاش سيموني لأعوام في ظل أخيه لاعبًا، لكنه خرج من هذه العباءة مدربًا، وتفوق على قرينه في عالم التكتيك، سيموني إنزاجي أحد أفضل المدربين في كرة القدم خلال الأعوام الأخيرة، وفي كل مرة يبرهن جودته حتى أمام المنافسين الأقوى منه، على مستوى الإمكانات.
وعلى الرغم من أن بيبو إنزاجي تفوق على أخيه الصغير في اللعب، إلا أن سيموني كتب اسمه بحروف من نور في سجلات التدريب، مقارنة بأخيه الكبير، الذي حصل على شهرة مضاعفة لاعبًا، لكنه لم ينجح أبدًا مدربًا، إذ رحل عن تدريب ميلان سريعًا، وقاد عدة فرق إيطالية مغمورة، آخرها فريق بيزا في الوقت الراهن، بينما سيموني أصبح المدرب الأنجح في إيطاليا، وأحد أفضل مدربي العالم، وقائد مشروع إنتر ميلان الرهيب بالأعوام الأخيرة.
وكما يؤكد الكثيرون بأن اللاعب الأسطوري ليس بالضرورة مدربًا كبيرًا، لذلك فإن هذه المقولة تحققت بالنص مع فيليبو إنزاجي، الرجل الذي صال وجال في الملاعب نجمًا ولاعبًا، إلا أن سيرته تراجعت كثيرًا بعد دخوله مجال التدريب، عكس قرينه سيموني، الذي لم يحصل على شهرته الضخمة لاعبًا مثل أخيه وقدوته، لكنه عرف من أين تؤكل الكتف مدربًا، وخلع عباءة الأخ الأصغر ليصبح مدربًا كبيرًا ولامعًا في سماء إيطاليا وأوروبا.
لم ينجح سيموني مدربًا مع إنتر ميلان فقط، ولكن منذ أيامه مع لاتسيو، إنزاجي كان أفضل مدرب في إيطاليا وربما العالم، في تطبيقه خطة 3ـ5ـ2، و3ـ5ـ1ـ1، وكان مثاليًا في لعبة التحولات، وإتقان المرتدات السريعة بمجموعة من التمريرات العمودية المباشرة من الخلف إلى الأمام.
ومع نسور العاصمة، حقق سيموني إنزاجي لقب كأس إيطاليا عام 2019، كما تفوق من جديد ليتوج بلقب كأس السوبر الإيطالي مرتين مع الفريق ذاته، ويعلن عن نفسه بقوة وسط أباطرة التكتيك في بلاد الباستا.
وبعد 5 أعوام ناجحة مع لاتسيو، قررت إدارة إنتر ميلان الرهان عليه لقيادة المشروع الجديد للفريق، وعاد سيموني للفوز ببطولة السوبر أثناء توليه تدريب فريق إنتر ميلان، بعد تخطي عقبة يوفنتوس في النهائي بنتيجة 2ـ1، قبل أن يقود النيرازوري للفوز باللقب مرة أخرى على حساب ميلان بنتيجة 3ـ0، على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، بالسوبر الإيطالي، مطلع عام 2023.
مع إنتر ميلان، أصبح أكثر خبرة وحنكة. طريقة الإنتر في الدفاع وتقليل الفراغات ممتازة، لذلك حصل الإنتر على لقب الدوري الإيطالي أيضًا، إضافة إلى بطولة كأس إيطاليا، وحقق وصافة دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة بصعوبة أمام مانشستر سيتي في النهائي عام 2023 بنتيجة هدف دون رد.
ومع بدايات عام 2025، يعود السوبر الإيطالي من جديد إلى ملاعب السعودية، ويحاول سيموني إنزاجي الحصول على لقب جديد مع الأفاعي، خاصة أنه المدرب الأكثر تتويجًا بلقب السوبر في مسيرة جميع المدربين الإيطاليين، بحصده اللقب 5 مرات بواقع مرتين مع لاتسيو، و3 مع إنتر، ما يجعله أحد أهم من تولى منصب المدرب الفني بالكرة الإيطالية خلال الأعوام الأخيرة.