|


أحمد السويلم
فهد المفرج رئيسا للجنة المنتخبات
2025-01-03
لغز المنتخب السعودي أصبح أقرب للحل بعد المشاركة الخليجية، بات واضحًا أن الخلل لم يعد فنيًا سواء من مدرب أو لاعبين بقدر ما هو خلل إداري يتطلب التدخل العاجل والإصلاح، وأكبر دليل هو ما حدث في مباراة العراق التي قدم فيها لاعبونا أداءً مميزًا "رغم أن التشكيلة هي نفسها وحتى التغييرات"، لكن عندما تغيرت الروح ظهر لنا منتخب جديد ومختلف.
تجربة منتخبات اليمن وعمان وحتى البحرين، نسفت كل ردود الفعل التي كانت تقول بنظرية أن اللاعب غير المنتظم باللعب في مباريات قوية لا يمكنه تحقيق نتيجة إيجابية أو أن تكون لياقته أو حساسيته على الكرة ليست بالقدر الكافي، هم جاؤوا من دوريات ضعيفة وغالبًا لا تصل حتى لمستوى دوري يلو، بل أن كل هجمة في مباراتي عمان واليمن تحديدًا كانت تسجل في مرمانا بسهولة، بينما فرصنا كانت تضيع وأحيانًا بشكل غريب بسبب سوء لاعبين راهن المدرب أو الإداري على خوضهم للمشاركة لضمان مشاركة الأسماء الكبرى حتى ولو كان عطاؤها أضعف.
لنا في مشاركة علي البليهي - على سبيل المثال للحصر - دلالة على آلية العمل المتبعة سواء فنيًا أو إداريًا، وأصغر مشجع يعرف بأن اللاعب لم يكن في حضوره الفني، وتسبب تقريبًا بولوج هدف في كل مباراة ناهيك عن أخطاء التمركز، ومع ذلك مضى الأمر وكأننا نشارك في لقاء ودي حتى خرجنا بأهداف سهلة لم تكن ناتجة عن أداء تكتيكي من الخصم أو تفوق فني.
بدأت أميل حقيقة للآراء التي تطالب بتشكيل لجنة مستقلة للمنتخب، ولا عيب في ذلك مطلقًا وليس تقليلًا للجهود التي قدمها المسؤولون في اتحاد القدم، لكن الأمر يتطلب وبقوة إشراف رياضيين سابقين على العمل مع الإداري مع المدرب، والأهم من هذا كله أن نكون أكثر جرأة في القرار، ولا نذهب كما هو في كل مرة لإداريين في فرق الاتفاق أو الشباب أو القادسية وغيرها من الأندية التي لا تتجاوز المركز السادس، بحجة عدم تأجيج جماهير الأندية عندما يتم اختيار إداريين من أندية منافسة، بل يكون المعيار الأول هو التجربة الحقيقية والنجاح.
ما الذي يمنع أن نرى إداريًا مثل فهد المفرج، أحد المساهمين في إعادة فريقه الهلال إلى التفوق آسيويًا والوصول إلى نهائي القارة 4 مرات خلال 7 سنوات، ناهيك عن التميز المحلي، مع مدربين مختلفين، وهذا الأمر لم ولن يكون وليد صدفة بأي حال من الأحوال، ومن المؤكد أنه كان نتاج خبرة سنوات مع عشرات اللاعبين والمدربين حتى ولو لم يكن المفرج ذاته لاعبًا مؤثرًا، إلا أنها من المؤكد أنها ساهمت في بناء شخصيته الإدارية ومن ثم نجاحه، وأوردت هنا المفرج كمثال، وإلا لدينا نماذج أخرى أذكر منهم أسامة هوساوي وتيسير الجاسم وحمد الصنيع.
المشاركة في كأس الخليج كانت إيجابية جدًا وكشفت الكثير من مشاكلنا، ويبقى الأهم هو التصفيات المونديالية وتجهيز منتخب آسيا 27.. فلم تعد هناك أحلام وطموحات أخرى.