|


البحرين وكأس الخليج.. حكايات ما بين السحر والإحباط حتى 2019

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2025.01.04 | 02:13 pm

قبل أكثر من 10 أعوام عندما أطلق الراحل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، رمز الكرة البحرينية، تصريحه الشهير: «ما نأخذ الكأس، لين يروح النحس، بيزات عطينا، بيوت عطينا، هل يبون بخور أو ساحر»، لم يكن يعلم أن منتخب بلاده سيكون على أعتاب حلم تحقيق اللقب الثاني في بطولة كأس الخليج، بعد أن فك الأحمر شفرة النحس، وصعد منصة الذهب للمرة الأولى في عام 2019.
في كل مرة تتأهل البحرين إلى نهائي محفل خليجي يتذكر الجميع الراحل الشيخ عيسى بن راشد، رمز الرياضة البحرينية، الذي اشتهر بتصاريحه النارية التي تسودها روح الدعابة والمرح حول مستويات منتخب بلاده على مدار أكثر من 45 عامًا، وهي صاحبة السبق في استضافة النسخة الأولى مطلع السبعينيات الميلادية.
كان عام 1970 هو البداية، عندما استضافت البحرين النسخة الأولى من البطولة.. الجماهير البحرينية كانت تحلم بالفوز، لكن منتخب الكويت ألقى بظلاله على الميدان، وحسم اللقب لمصلحته.
مرت الأعوام، وتحولت البطولة إلى مناسبة خليجية كبيرة، في عام 1972، انسحب المنتخب البحريني، لكنه عاد في عام 1974، حيث حل في المركز الرابع.. لم يكن ذلك إنجازًا كبيرًا، لكنه كان خطوة نحو الأمام.
في الثمانينيات، بدأ المنتخب البحريني يظهر قوته عندما حل في المركز الثاني في عام 1982، والثالث في عامي 1984 و1986. كانت هذه النتائج تشير إلى أن الأحمر أصبح قوة يجب أخذها في الاعتبار.
الأعوام التالية شهدت تقلبات في الأداء، حين انسحب في عام 1990، لكنه عاد عام 1992، وحل بالمركز الثاني، كانت هذه النتائج تظهر التزامًا مستمرًا بالمنافسة.
مع مطلع الألفية الجديدة، استمر الأحمر في تحسين أدائه والتطور المستمر وحل بالمركز الثالث عامي 2002 و2003، والثاني عام 2003، كانت هذه النتائج تشير إلى أن المنتخب البحريني أصبح منافسًا شرسًا.
وفي نسخة 2014 في الرياض بلغ الإحباط ذروته، وعبر عنه الشيخ الراحل بمقولة شهيرة، عندما سُئِل عن خطة لعب البحرين بمنافسات البطولة، فقد قال إن خطة البحرين «خربوطة في خربوطة.. لا هي دفاعية ولا هجومية...».
وفي تصريح صحافي آخر لم يقول ابن راشد وهو في حيرة من أمره من عصيان البطولة على الأحمر: «الحظ يعاكسنا دائمًا، لا أعلم. ما دري ياتنا عين.. الحظ رقد». فقد احتل المنتخب البحريني في دورات الخليج المركز الثاني عدة مرات، وكاد يقترب من الفوز، ولكن يقابلنا سوء الحظ، ففي أكثر من مرة في دورات الخليج نواجه حكامًا سيئين، ففي مرة من المرات أساء إلينا أحد الحكام ما أدى إلى انسحابنا، أما مدربو المنتخب البحريني، فهم يشكلون مشكلة كبيرة، فكلما اقتربنا من دورة الخليج استقال المدرب وترك المنتخب في مشكلة، وقد حدث هذا الموضوع مرات عدة. في أكثر من دورة يسجل لاعب منتخبنا البحريني في مرمى البحرين، ما يؤدي لحصد هدف لمصلحة الفريق الخصم، وقد حدث هذا عدة مرات أيضًا. بالنسبة إلى كأس العالم، فقد كنا قريبين جدًا من الوصول إلى النهائيات، ففي نيوزلندا كان التعادل كفيلًا بتأهيلنا لكأس العالم، ولكن لاعب منتخب البحرين المتخصص بضربات الجزاء أضاع الهدف، ولا أعلم أهو استهتار أم سوء حظ أم أن الخطأ يرجع إلى المنتخب؟!».
بعد أعوام قليلة من تلك التصريحات أبى البحرينيون أن يغادرهم الشيخ عيسى من دون أن يحققوا حلمه بأن يرى الأحمر بطلًا للخليج، وهذا ما حصل وقبل أشهر قليلة من وفاته نجح الأحمر في تحقيق اللقب المنشود، وأطلق الفرح في أرجاء البلد الخليجي الصغير.
حقق المنتخب البحريني حلم الشيخ عيسى بن راشد قبل رحيله، بتتويجه بطلًا للخليج.. الحلم الذي راوده منذ أعوام طويلة، وظل ينتظره لمدة نصف قرن، وكأنه ينتظر هذه اللحظة حتى يودع محبيه.
عندما يدخل لاعبو المنتخب البحريني الأول لكرة القدم، السبت، نهائي كأس الخليج، أمام نظيرهم العماني، فإن أول ما يفكرون فيه هو إهداء البطولة إلى الراحل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، رمز الرياضة البحرينية، الذي مضى على رحيله نحو أربعة أعوام.