|


صالح الطريقي
تناقضاتنا «البكيري» نموذجا
2025-01-16
"النموذج" اصطلاحا ما يصلح أن يكون مثالًا، أو نمط/نسق تفكير لجماعة، والجماعة المقصودة بالمقال، نحن الذين لم نتخلص من تناقضاتنا بعد.
ومقال "محمد البكيري" "فخر الاتحاد: لا طبقية وكفى" نموذج يكشف لنا تناقضاتنا التي نمارسها أحيانًا دون وعي.
إذ يستهل مقاله بتحذير من المغالين بأحقية نادي الاتحاد بعمادة الأندية، وأنهم فئتان "الأولى تريد إثبات أن نادي الوحدة هو من يستحق لقب العمادة".
والثانية "من أقحموا أنفسهم مناصرين ومواليين للأولى"، وكأنه يقول "عشاق الوحدة والمعادين للاتحاد".
وبعد أن يفند أكاذيبهم "تخيل أصدق مؤرخ فاجر في الخصومة، وأكذب المؤسسين والرواد"، يأتي التناقض الصارخ واللاوعي، فهو أي "البكيري" على مستوى الوعي أظنه ضد العنصرية، على مستوى اللاوعي ـ وهذا عيب بشري ـ عكس ذلك، إذ يعلن عن مبادئ عشاق ناديه وأنهم ينتمون لفئة "ألا طبقية، ألا عرقية" كما قال.
وادعاء شخص أنه ينتمي لفئة لا يوجد فيها طبقية ولا عرقية، هو مغالاة في مديح الذات حد العنصرية، كذلك دليل على "الشيوعية" ألا واعية.
والعنصري هو من يعتقد أنه ينتمي لفئة لديها خصائص أرقى من باقي البشر، وهذا ما يجعلها أنقى منهم.
أما الشيوعي فهو من يرفع شعار "ديكتاتورية البرولتاريا/الفقراء" لإلغاء الطبقية بالمجتمع لصناعة إنسان جديد.
هذه الشيوعية الحالمة والواهمة التي سقطت، وصفها "شيوعي مرتد" يجلس على أطلالها: "لا يوجد إنسان جديد، لقد بذلنا قصار جهدنا لبناء مجتمع متساوٍ، لا طبقية فيه، ولكن للأسف سيكون هناك دائمًا أغنياء وفقراء، أغنياء بالمواهب/الحب/المال، وفقراء من المواهب/الحب/المال".
بقي أن أقول:
إن الإنسان طوال حياته يحلم بأن يكون مثاليًا، ولكنه للأسف هو نتاج ثقافات متناقضة وضاربة في القدم سكنت في لا وعيه، "فالبكيري" على مستوى الوعي أظنه ضد العنصرية.
ولكن ولأننا لا نستطيع رؤية تناقضاتنا، فخلاصنا في نقد الآخر لنا، ونقدنا له، لنصحح مسارنا، وهكذا نقرب المسافة بيننا وبين المثالية، التي أنا على يقين أننا لن نصلها، ومع هذا علينا أن نحاول.