|


ماجد قاروب
الطازج والناضج
2025-01-16
الجمعيات العمومية من خلال الجماهير هي الأساس القانوني للأندية الرياضية، والتي هي أيضًا الأساس القانوني للاتحادات الرياضية، ولها الحق في محاسبة مجالس الإدارات وحلها وحجب وسحب الثقة عنها.
هذا الإيضاح القانوني أساس مقالي اليوم لأنه يجب أن يكون واضحًا للجميع أن الثقافة الخاصة بالتشريعات والقوانين واللوائح المتعلقة بالإدارة الرياضية أساسها الجمعيات العمومية التي تمثل الجماهير صاحبة الحق الأول والأساس في الاستمتاع بالرياضة والبطولات في جو من التنافسية الشريفة والنزيهة من خلال إدارات رياضية تعمل في جو ومناخ صحي بعيدًا عن تعارض المصالح والفساد، والذي يتمثل في الاختيارات العشوائية لأعضاء اللجان وترشيحات العضوية في الجمعيات العمومية أو تعيين الأصدقاء والأهل وأصحاب المصالح وسوء اختيار أعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والاستشارية بكافة التخصصات وحتى اللاعبين، بما يخدم مصالح وكلاء اللاعبين والسماسرة وغيرها من الأعمال والمصالح الخفية المشبوهة طالما أنها بعيدة عن المحاسبة والتصحيح والتدقيق.
هذه المقدمة والشرح في المقال لأعلق على لقاء أمين عام اللجنة الأولمبية الأخ عبد العزيز باعشن مع الإعلامي القدير بتال القوس، وبالرغم من مرور أسابيع عليه إلا أن ما طرح من سعادته يجبرني ويلزمني بإيضاح خطورة ما طرح في ذلك اللقاء من النواحي القانونية، فليس لي علاقة بالجوانب الرياضية والفنية والإعلامية فواقعها في أولمبياد باريس واضح ولا يحتاج إلى تعليق.
كرر سعادته كلمة لدينا لجان وفرق عمل تقيّم وتقوم بأعمال طوال اللقاء، وهنا أوضح بأن الاستقلال المالي والإداري المنصوص عليه في الأنظمة الأساسية لجميع الاتحادات عبارة عن حبر على ورق، وأن مجالس الإدارات والرؤساء التنفيذيين وأعضاء اللجان العاملة ما هي إلا واقع صوري ورقي، وأن من يقيّم ويصحح ليس الجمعيات العمومية ولا أصحاب المصالح في كل اتحاد بل موظفين في اللجنة الأولمبية تقرر من هو الاتحاد الناضج الذي يمكن أن يتم منحه وفق رؤية موظفي اللجنة الأولمبية وليس مجلس إدارة الاتحاد الرياضي الذي يفترض فيه أن يكون طازجًا جاهزًا لتقديم البطولات أو الأبطال من تلقاء نفسه لتقطفها اللجنة الأولمبية في واقع مشابه لمشاهد الاعتوار في الأولمبياد السعودي الذي لم يقدم شيئًا يذكر للرياضة والمستثمرين في الأندية الرياضية الخاصة وخطفت الأندية غير الناضجة اللاعبين الطازجين الذين تعتمد عليهم الأندية الخاصة لأن تنظيم البطولة الخاطئ مكنّهم من تسجيل اللاعبين من أنديتهم الحقيقية التي تدربوا فيها، وتم تسجيلهم بأسماء الأندية المسجلة بوزارة الرياضة فأخذ غير الناضج رياضيًا اللاعب الطازج بلا مقابل حقيقي.
لقاء سعادته أوضح ضعف خطير وغير ناضج من اللجنة الأولمبية في فهم الإدارة الرياضية ومتطلباتها القانونية وحجب كامل لأهم عنصر في الإدارة الرياضية وهي الجمعيات العمومية، وهذا محور ما يمكن فهمه في ذلك اللقاء الطازج مع أهم برنامج رياضي في العالم العربي.