|


نواف العقيّل
تأجيل رفع التيفو أشبه بالرسالة
2025-01-18
لا يتم اتخاذ القرارات التي تخص مباريات كرة القدم في دورينا حاليًا بوضع الجماهير في أولوية اتخاذ القرار، خاصة فيما يتعلق بموعد انطلاق المباراة، التي لا تفرق بين أيام الأسبوع التي يكون بها المشجعون منهكون من العمل والواجبات الدراسية للطلاب، وبين أيام إجازة نهاية الأسبوع، التي تكون مناسبة للترفيه وصناعة أجواء كرة قدم مناسبة للجميع.
في هذا الأسبوع لعبت مباراتان في مدينة الرياض بمنتصف الأسبوع في أيام العمل، حيث انطلقت مباراة الشباب والرياض ومباراة الهلال والفتح عند الساعة 06:00م أي بعد ساعة أو ساعتين من نهاية مواعيد العمل الرسمية في القطاع الخاص، وغالبية الجامعات المتواجدة في مدينة الرياض.
هذا الأمر أدى لغياب الجماهير بشكل واضح مع بداية كل مباراة، حيث أجلت جماهير الهلال التيفو حتى نهاية الشوط الأول، واكتمل الملعب تقريبًا عند الدقيقة 40 من عمر المباراة، وفي مباراة الشباب والرياض كان عدد الجماهير أقل بكثير من مباريات الشباب السابقة خلال هذا الموسم على ملعبهم.
أنا كصحافي كان علي الجلوس في السيارة لمدة ساعة وربع للوصول إلى ملعب نادي الشباب يوم الأربعاء، على الرغم من خروجي مبكرًا من المنزل، لكي لا أصادف زحمة الرياض الخانقة في الذروة عصر كل يوم عمل، لذلك كان علينا أخذ ذلك في الاعتبار ووضع مصلحة الجمهور أولًا في قرار جدول مواعيد انطلاق المباريات، وليس مصلحة القنوات الناقلة فقط.
خلال هذا الموسم شاهدنا بشكل متكرر تأجيل رفع التيفو في ملاعبنا بسبب عدم وصول كامل الجماهير في مدن مختلفة، وهذا الأمر هو أشبه برسالة من الجماهير للمسؤولين حول أهمية وضع الجمهور أولًا عن اتخاذ القرارات التي تخص مباريات كرة القدم.
في السوبر الإيطالي والإسباني انطلقت المباريات في منتصف الأسبوع عند الساعة العاشرة مساءً، وقدم لنا مثالًا حيًا وواقعيًا في أهم مدينتين، الرياض وجدة، حول قيمة اختيار الموعد المناسب لبداية المباريات، فهل درسنا فوائد إقامة المباريات في منتصف الأسبوع عند التاسعة أو العاشرة؟ هل أخذنا رأي الجمهور في استبيانات؟
الجمهور هو المستهلك الأول والوحيد لكرة القدم، ويجب أن يكون أولوية صنع القرار، وليس شيئًا هامشيًا.