|


تركي السهلي
وسواس أصفر
2025-01-20
لن يتقدَّم النصر أي خطوةٍ للأمام في منافسات دوري روشن السعودي، ولن يذهب بعيدًا في دوري أبطال آسيا للنخبة طالما أنَّ مُدرِّبه الإيطالي ستيفانو بيولي، لا يبذل جهدًا بما يكفي بالنسبة لعمله الفنِّي الكامل!
مشكلة النصر الحالية في أن الرجل الإيطالي مُحبٌّ للراحة، والسفر، وحفلات الشواء برفقة عائلته والأصدقاء في المُجمَّع السكني شمال العاصمة!
بيولي، يتعامل مع النصر على أساسٍ وظيفي، لا مهني! بمعنى، أنَّه مرتبطٌ بعقدٍ سابقٍ سارٍ مع جهةٍ غير الإدارة الصفراء، حوَّلته إلى العمل مع النصر دون متطلَّباتٍ تُذكر! وهذه مسألةٌ، يُسأل عنها يزيد الحميّد، نائب المحافظ، رئيس الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق الاستثمارات العامَّة، ومعه في المسؤولية ذاتها مشاري الإبراهيم، مدير قطاعات الترفيه والسياحة والرياضة والتعليم في إدارة الحميّد. والأمر لا يخلو من دور رائد إسماعيل في الإدارة النصراوية، وقبوله القرار على اعتبار موقعه الوظيفي، ومرجعيته للإبراهيم، ثم الحميّد.
وجود بيولي في العالمي، تمَّ كموظفٍ، حصل على فرصة عملٍ في السعودية، لا مديرٍ فنِّي لديه مهمةُ تدريبٍ مربوطةٌ بأهدافٍ في واحدٍ من أعرق أندية المنطقة وأكبرها.
والنصر، الذي غاب عن الحصول على بطولة الدوري منذ خمسة أعوامٍ، لن يجلبها له رجالٌ موظَّفون، بل إنَّ الواجب أن يكون في دورة الإنتاج النصراوية مجموعةٌ شرسةٌ لا تكلُّ ولا تملُّ، ولا يحدُّها للنصر حدودٌ.
والمجموعة الجديدة، بعد إبعاد ستيفانو بيولي، واستقلالية ماجد الجمعان عن رائد، ويزيد، ومشاري، لابد أن تعمل وفق «اضطراب الشخصية بالوسواس» المدفوع بالوصول للكمال «البيرفيكشانيزم»، والتفاني المُفرط في العمل على حساب العائلة، والعلاقات الاجتماعية كيلا يكون هناك مجالٌ للإجازات، وحفلات الفراغ في المجمَّعات، واعتياد الراحة، والتسليم بالفشل أو حتى صعوبة الإنجاز، وكيلا تكون منازلة المنافسين بطريقة الدور لا بأسلوب القتال.
إنَّ تغيير ذهنية النصر أولى الواجبات، ولن تتحقَّق هذه الأولوية بعقلٍ عادٍ، وروح خاملةٍ. كما أنَّ الأفراد الذين لا يقبلون القادة، لن يرضوا بالحرب، والنفس التي تقضي المساء في المرح لن تحثَّ الخطى في الصباح الباكر.