|


نواف العقيّل
رحلة إلى دورينا في عام 2027
2025-01-24
عندما انتصر الهلال بنتيجة 9ـ0 أمام الفتح، عاد الحديث مرة أخرى عن التنافسية، وقوة الدوري، والدعم المتفاوت بين الأندية، وأهمية دعم الأندية التي توجد في منتصف الجدول وآخر الجدول لكي يصبح دورينا دوريًا تنافسيًا كما يعتقد البعض، ولكن الحقيقة هي أن بعض الأندية الموجودة في دوري روشن الآن لن تكون موجودة في عام 2027، ولن تكون ضمن المشروع السعودي لصناعة دوري قوي، وهذا أمر أعتقد بالنسبة لي واضح، ولكن كيف سيكون دوري روشن مع انطلاق موسم 2027ـ28؟.
نتحدث مع انطلاق ذلك الموسم عن ملاعب جديدة أصبحت متوفرة، ومراكز تدريب جديدة للعديد من الأندية وفقًا للخطة الموضوعة، فعلى سبيل المثال، سيكون لنادي القادسية مقر، ولناديي الهلال والنصر مقر، ولناديي الأهلي والاتحاد مقر، فنحن نتحدث عن شكل مختلف للبنية التحتية التي ستكون دافعًا مهمًا لتطوير الدوري.
والأهم من ذلك سيكون في دوري روشن أندية ذات أهداف استراتيجية سياحية، وهي أندية نيوم والدرعية والعلا، والتي ستكون قوة بدون أدنى شك في مستقبل الكرة السعودية، ومحرك سياحي قوي لجذب عشاق السياحة لهذه المشاريع، أتخيل في عام 2027 والجماهير تذهب إلى العلا لحضور مباراة في دوري روشن بنهاية الأسبوع، وقضاء يومي إجازة في مدينة العلا السياحة، وهكذا مع نيوم والدرعية أيضًا، وهذه الأندية الثلاثة سيكون لها ملاعبها الخاصة وهويتها الخاصة التي ستشكل قوة شبيهة لقوة القادسية التي نشاهدها في هذا الموسم.
وسيكون هناك أندية ذات أهداف رياضية، وهذا الأمر من وجهة نظري سيكون انعكاسًا لملف 2034 للسعودية، فوجود مدينة الخبر ضمن الدول المستضيفة جعلنا نشاهد القادسية والذي يبني أساسًا قويًا لمستقبل تنافسي، وأيضًا وجود مدينة جدة قد يعطينا مؤشرًا على أهمية الاستثمار في نادي ثالث للأهداف الاستراتيجية، ولا شك أن نادي جدة الذي يلعب في دوري يلو قد يكون هو النادي المقصود وهو أحد الأندية المطروحة للتخصيص العام في الدفعة الثانية، وثالثًا مدينة أبها، التي قد نشهد قريبًا بيع نادي أبها إلى شركة خاصة تكرر نموذج أرامكو في القادسية، ليصبح هذا النادي قوة جديدة من مدينة ستكون مستضيفة لكأس العالم 2034 ويستفيد النادي من الملعب الجديد هناك ومقر التدريب الجديد.
أيضًا أعتقد أن في ذلك الموسم سيكون هناك أندية ذات أهداف تنافسية، مثل الاتفاق والشباب والتعاون والرائد والفتح، والتي ستكون تحت ملكية شركات القطاع الخاص أو رجال الأعمال الذين سيكون لهم بصمة في صناعة دورينا الذي نستهدف أن يكون ضمن الدوريات الخمسة الكبرى مستقبلاً.
وبالإضافة إلى ذلك قد نشهد أندية من شركات وصناديق استثمارية من خارج المملكة، بجانب شبكات أندية كرة القدم مثل سيتي فوتبول قروب موجودة في دورينا، والذي سيكون مشجعًا بشكل كبير للاستثمار في سوق سيكون جديدًا على كرة القدم.
الحقيقة التي لن يتحدث عنها الكثير أن مستقبلنا سيكون مشرقًا بحول الله، وهذه الأيام الصعبة التي نعيشها الآن هي طبيعية في مرحلة التحول، من أندية تحت ملكية وزارة الرياضة إلى أندية مستقلة أصبحت في يوم وليلة شركات تدار بطريقة ومنهج مختلف عمّا اعتادت عليه كرة القدم السعودية لسنوات منذ دخول اللعبة لبلادنا.
الأندية الآن تتحول إلى الاعتماد الذاتي، والدعم الحكومي هو عبارة عن محفز للقطاع سيساعد هذه الشركات على النمو وبناء نفسها حتى تصبح تعمل بشكل ذاتي وتحقق المملكة العربية السعودية رؤيتها بتحويل القطاع الرياضي إلى قطاع خاص مخصص بالكامل لا يشكل أي عبء على الدولة بل يصبح أحد مصادر الدخل الرئيسة للاقتصاد المحلي.