|


عبد العزيز المريسل
وداعا حسان تمبكتي
2025-01-26
# لا زال بعض إعلامنا للأسف الشديد غير مستوعب المرحلة التي تمر فيها رياضتنا السعودية، وعلى وجه التحديد لعبة كرة القدم، والتي تستهدف أن يكون الدوري السعودي خلال السنوات القليلة القادمة أفضل دوري في العالم، وللأسف أن مثل ذلك الطرح امتد للجمهور الرياضي الذي جعل كفة الميول ومصالح الأندية هي التي ترجح على كفة المنتخب السعودي ومصلحته وكذلك على مصلحة الرياضة السعودية.
# كثير من الأمثلة تثبت هذا الأمر للأسف الشديد، وربما ما يتم طرحه بخصوص مشروع احتراف اللاعب السعودي خارجيًا خير دليل على ذلك، رأينا الطرح الذي حدث من معظم إعلام الهلال ومعظم جماهيره بعد رغبة سعود عبد الحميد للاحتراف خارجيًا والاتهامات التي طالت اللاعب ووكيله.
# لم يقتصر الأمر على ذلك بل تم تسريب حادثة عادية تحصل في التدريبات بين أي لاعبين بواسطة بعض الإعلام الهلالي بهدف «شيطنة» اللاعب، وامتد الأمر إلى طرح موسع بخصوص خلاف بين اللاعب والمدرب، كل ذلك حتى لا يحترف سعود عبد الحميد خارجيًا، كون أصحاب هذا الطرح يرون أن مصلحة الهلال أهم من أي شيء آخر.
# تلك الشيطنة تواصلت حتى بعد أن قام نادي الهلال بالتوقيع على عقد انتقال اللاعب لنادي روما الإيطالي.
# أقول إن بعض الإعلام لا يزال غير مستوعب هذه المرحلة لأنهم يعتقدون بأن الأندية بعد الاستحواذ هي نفسها ما قبل الاستحواذ، فيعتقدون أن الأندية ممكن أن يتحكم في قرارها داعم مثلًا، وأن الأندية ملك لهم ولجماهيرها، متناسين بأن الأندية الآن ملك من يشتريها وصندوق الاستثمارات يملك 4 أندية بنسبة 75 في المئة، ولهذا مهما دفع أي داعم فلن يدفع إلا أقل من 25 في المئة‎ مما يتم تقديمه كدعم مادي للأندية المملوكة، فعلى أي أساس يتحدث البعض عن تعويض مالي وغيره مقابل مصلحة الرياضة السعودية!؟
# اليوم يتكرر الأمر مع المدافع الدولي حسان تمبكتي الذي ستكون له آخر مباراة أمام القادسية قبل احترافه الخارجي، فيعتقد بعض الإعلام وبعض جمهور الهلال أن عقد هذا اللاعب ملك الأندية بصفتها وداعميها ما قبل الاستحواذ فيرفضون خروجه، ويطالبون بالتعويض لخروجه رافضين رفضًا قاطعًا مصلحة الرياضة السعودية والمنتخب.
# الغريب أن هذه الأمور لا تحدث إعلاميًا إلا مع لاعبي الهلال، وللأسف أنها ستمتد مع الوقت لإعلام باقي الأندية وجماهيرها بهدف المطالبة بنفس الحقوق التي يطالب بها الهلاليون!!!
# مشروع احتراف اللاعب السعودي خارجيًا، والذي مع الوقت سيشهد احتراف قرابة 50 لاعبًا في ملاعب أوروبا خلال الفترة القادمة، هو جزء من المشروع الرياضي السعودي، ولكن للأسف هناك من يقدم مصالح شخصية على مصلحة المنتخب السعودي والرياضة السعودية.
# أجمل ما في الأمر أن المسؤولين على الرياضة السعودية ليسوا مكترثين لهذا الطرح غير الجيد لكن ما يحز في النفس أن الجمهور الرياضي يتأثر بهذا الطرح ما بين مؤيد ومعارض، وأن مبدأ المؤامرة هو السائد متناسين من جديد أن الأندية ليست ملكًا لهم ولا لمسؤولي الشركة غير الربحية، أو بمعنى أصح ليست لمن يملك القرار كما كان.
# استوعبوا المرحلة
منتخبنا السعودي يجب أن يكون لاعبوه أميز فنيًا من الأداء الحالي الذي جعل إندونيسيا والبحرين وغيرهم يتفوقون علينا، ويجب تنفيذ هذا المشروع بأي طريقة كانت دون الاكتراث لهذه الأصوات النشاز التي لا تفكر إلا في مصالح أنديتها.