|


من عصويد إلى مندوب الليل.. الطويان يطوي الصفحة الأخيرة

الفنان السعودي الراحل محمد الطويان (أرشيفية)
الرياض ـ ضيف الله المرشدي 2025.01.31 | 04:25 pm

ودّعت الساحة الفنية السعودية والخليجية، الجمعة، الكاتب والفنان محمد الطويان، أحد أبرز رواد الدراما والمسرح عن عمر يناهز 80 عامًا بعد مسيرة امتدت لأكثر من خمسة عقود، شكل من خلالها جزءًا مهمًا من ذاكرة الفن السعودي، تراكًا بصمته لا تنسى.
ونعى الوسط السعودي بمختلف اهتمامات الفنان الراحل، إذ كتب المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، عبر حسابه في منصة التدوينات القصيرة «إكس»: «رحم الله الفنان الكبير محمد الطويان... عزائي لعائلته الكريمة، ولجميع محبيه، إنا لله وإنا إليه راجعون»، فيما كتب الحساب الرسمي للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون: «ببالغ الحزن يتقدم رئيس مجلس الإدارة وكافة أسرة جمعية الثقافة والفنون من منسوبين وأعضاء بأحر التعازي وصادق المواساة في وفاة الفنان القدير محمد الطويان، رحمه الله، نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون»
وولد محمد الطويان عام 1945 في بريدة بمنطقة القصيم، وقاده شغفه بالفن إلى دخول عالم التمثيل، وبدأ مسيرته في وقت لم تكن فيه الدراما السعودية قد وجدت مكانتها الحقيقية بعد، إلا أنه كان أحد المساهمين الفاعلين في بناء وتطوير المشهد، مستفيدًا من موهبته الفطرية وذكائه الفني في تقديم أدوار متنوعة لاقت استحسان الجمهور.
وعلى مدى أكثر من 50 عامًا، شارك الطويان في عشرات الأعمال، التي صنعت اسمه واحدًا من أعمدة الدراما، وإضافة إلى عدد من المسرحيات، التي تركت أثرًا واضحًا، ثم انتقل إلى التلفزيون، ليصبح أحد أكثر الممثلين السعوديين شهرة وانتشارًا.
ومن أشهر أعماله التلفزيونية، التي قدمها الراحل، مسلسل «عودة عصويد» عام 1985، إذ جسّد فيه شخصيتين مختلفتين، كما شارك في السلسة السعودية الأشهر «طاش ما طاش»، وظهر في أكثر من 10 مواسم، إذ قدّم شخصيات متنوعة انتقدت عديدًا من القضايا الاجتماعية بأسلوب ساخر ومحبّب للجمهور، كما قدم أعمالًا أخرى، منها «المجهول، وأحلام سعيدة يا حسن، وأصايل، ولعبة الكبار، وخلك معي غشمشم، وسلفي، والسعد وعد، وكلنا عيال قرية» وغيرها، وشارك في أعمال مسرحية، منها «طبيب بالمشعاب، وسقوط الحساب، وديك البحر، وقطع غيار»، كم ظهر أخيرًا في شاشة السينما من خلال فيلم «مندوب الليل».
وتميزالطويان بأسلوبه العفوي في الأداء، اذ أجاد تقديم الشخصيات الواقعية ببساطة شديدة جعلت المشاهدين يشعرون بأنه جزء من حياتهم اليومية، وكان قادرًا على الانتقال بسلاسة بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية، كما اشتهر بصوته الجهوري وأسلوبه الحازم في الأدوار الجادة.
ونتيجة لعطائه الطويل في الفن السعودي، تم تكريمه في عدة مناسبات، كان آخرها عام 2024 عندما حصل على جائزة «المسرح والفنون الأدائية» ضمن مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الرابعة 2024، كما كان الطويان بين الأسماء التي تم تكريمها بجائزة صناع الترفيه الفخرية خلال حفل صنَّاع الترفيه «جوي أوردز»، الذي نظََّمته الهيئة العامة للترفيه 19 يناير الجاري.