|


تركي السهلي
استباحة النصر
2025-02-03
عاد النصر للصخب، وملء الأجواء بتحرُّكاته، والموجةُ الصفراء القويَّة هذه الأيَّام، لم تُثمِر سوى عن لاعبٍ أجنبي واحدٍ، لكنَّها عند جمهوره، تكفي للرقص، والغناء، وإشعال البخور.
النادي العاصمي يتشكَّل مرحليًّا مع كل طاقمٍ إداري جديدٍ، ولا تتكوَّن أذرعه العاملة فيه وفق التجذُّر، وعمق التجارب. هذه من معضلات الساكن غرب الرياض، فهو معدوم الانتماء إلا من هُويَّته الباقية، وشخصية الضدِّ الصامدة على الرغم من السنين، وأمام ذلك، يطير جمهوره فرحًا كل ما أتى زائرٌ جديدٌ.
وعدمية الانتماء في النصر أتت من التعاقب الكثير لرؤساءَ وإداريين، ما أوجد حالة رفضٍ من أسماءٍ عميقةٍ في البيت الأصفر. وحالة الرفض منطقيةٌ إلى حدٍّ ما، فالقريب أصبح بعيدًا، والبعيد تمكَّن، وغدا هو القريب!
النصر، يتمُّ التعامل معه وفق الوضع المُستباح، ما يجعل حجم الأخطاء فيه هائلًا، وغير قابلٍ للإصلاح مع طول أزمنة التعاقب، وكثرة الوجوه الداخلة والخارجة.
والعاملون في النصر، ومنذ 2019، يأخذون الانتماء بناءً على العبور اللازم للاغتنام، وتحقيق المصلحة، فاغتنى أفرادٌ، وأصاب الكيان الضياع فتراتٍ طويلةً، والغانمون يتركونه إلى عالم الوساطات والاستشارات القصيرة.
والواضح أن النصراوي لن يخرج من دائرته طالما أنه يرى أن مجده وفرحه، يأتيان مع لحظة توقيعٍ، أو تعيينٍ سريعٍ، ولا يضغط في اتجاه النهم والالتهام!
والمؤلم أنه بات من السهل جرُّ المُشجِّع إلى حيث الاكتفاء حتى والضعف يبدو في الحالة العامَّة.
ولكي يخرج النصر من هذا التشابك عليه ألَّا يقبل بوجود الوصولي القافز على كل شيءٍ من أجل أهدافه الخاصَّة، لأن ذلك يعني أنه يؤسِّس لاستدامة نموذجٍ، دمَّر النادي المولود 1955.
والفرصة سانحةٌ الآن لماجد الجمعان للانتشال، وإعادة الوضع إلى الانتماء الحقيقي القائم على المكافأة دون دوافع شخصيةٍ بعد الخيبات التي خلَّفها رائد إسماعيل، وجويدو فينجا، ومجموعة العمل التي معهما وخلفهما.
والصوت الذي يجب أن يرفعه المُشجِّع الأصفر، يجب أن يكون في وجه كل مُتسلِّلٍ إلى ناديه منقادٍ برغباته لا ولائه.
لقد أخذ أشخاصٌ من النصر الكثير، وحان الوقت لينتزع النادي الكبير مكانته وأسسه الأصيلة وإلَّا ستطول غيبته واستباحته.