|


د. حافظ المدلج
صيحات الاستهجان
2025-02-07
تمثل الجماهير في المدرجات أهم عناصر المتعة في الألعاب الرياضية وخاصةً في كرة القدم، وكلنا يتذكر أيام جائحة «كورونا» حين لعبت المباريات من دون جماهير ففقدنا الكثير من جماليات كرة القدم المحلية والعالمية، وتزداد المتعة بتفاعل الجماهير وحماسها وأهازيجها، في حين يكون للحضور تأثير سلبي في حال صمت الجماهير أو إطلاق «صيحات الاستهجان».
يرى البعض أن من حق الجماهير التعبير عن رأيها سلبًا أو إيجابًا فهي تتفاعل مع الحدث الرياضي بالطريقة التي تراها مناسبة، فتفرح مع الأهداف والانتصارات وتزيد حضورها، كما أنها تغضب من الخسائر وتهجر المدرجات، وفي رأيي المتواضع أن ذلك حق مشروع طالما تم في إطار الأخلاق الرياضية دون خروج عن النص مثل «صيحات الاستهجان».
«ثقافة القطيع» مصطلح في علم الاجتماع يعني تبعية البعض للبعض دون تفكير، ولعل أصدق مثال على ذلك ما يحدث في المدرجات، ففي حال الغضب الجماهيري يبادر بعض المشجعين برمي علب المياه تجاه الملعب فيتبعهم كثيرون فيتحول الأمر إلى فوضى تستوجب العقوبة، والأمر ذاته ينطبق على «صافرات الاستهجان» حين يبدأ مجموعة صغيرة بالصياح على لاعب أو مدرب أو حكم فيتبعهم مدرج كامل ويضج الملعب بصوت «صيحات الاستهجان».
والسؤال المنطقي هنا: هل يستحق نجم الفريق أن يعامل بهذا الأسلوب المشين لمجرد انخفاض مستواه أو ارتكابه لعدد من الأخطاء بعد سنوات من العطاء والتفاني من أجل الشعار؟، يقيني أن المنطق يقف مع اللاعب ضد الجماهير إذا كانت إيجابيات اللاعب أكثر من سلبياته بكثير، فليس من المنطق تجاهل تاريخ النجم المليء بالإنجازات ليكون جزاؤه «صيحات الاستهجان».

تغريدة tweet:
في حال النجم الكبير «علي البليهي» لم تكن الجماهير منصفة لنجم ساهم في العقد الأخير في معظم إنجازات «الهلال»، بل إن التشكيلة التاريخية لنجوم الهلال السعوديين ستضع «البليهي» بجوار «صالح النعيمة» عند غالبية الجماهير المنصفة، لقد ارتكب «علي» عددًا من الأخطاء في مسيرته الرياضية ولكن إسهاماته في نجاحات «الزعيم» تفوق ذلك بكثير، ولذلك نقول للجماهير رفقًا بنجومكم كي لا تفقدوهم، وعلى منصات الوفاء نلتقي،