البطلة الجوهرة.. حين يصبح الشطرنج حبا بالوراثة

يقولون «خلف كُل رجل عظيم امرأة».. لكن الجوهرة قلبت الطاولة على هذا المثل القديم، مؤكدة أنه خلف كُل امرأة مُثابرة، رجل داعم، ومساند خلال رحلة النجاح، كيف لا وهو الذي اكتشف موهبتها التي كانت تجهلها؟
«زوجي معلمي» هذه أولى كلمات السعودية الجوهرة الحسن، اللاعبة، والمُحكمة، والمدربة في لعبة الشطرنج التي خصّت فيها «الرياضية».
ارتبطت الجوهرة المصنفة الأولى دوليًا في لعبة الشطرنج السعودي بزوجها قبل 20 عامًا، الذي ينحدر من عائلة «شطرنجية» فانتقلت عدوى اللعبة إلى حرمه التي كانت تُمارسها هاوية في بداية الأمر، حتى أصبحت لاعبة، ثم محترفة، فمحكمة ومُدربة.
استطاعت الجوهرة في الشطرنج أن تجمع بين المُمارسة، والتحكيم، والتدريب، وذلك من أجل معرفة أسرار اللعبة، بدايةً انطلقت لاعبة في جدة، بعدما خاضت أول بطولة دولية، ونالت المركز الثاني على مستوى الدول، وأفضل سعودية.
وعلى صعيّد المشاركات الخارجية، سجلت الجوهرة حضورها للمرة الأولى في البحرين، والشارقة، لاعبة، لتحصل بعدها على دورة التحكيم من البحرين، وشهادة «مدرب معتمد» للشطرنج من وزارة الرياضة السعودية، ليكون ذلك دافعًا قويًّا ومعنويًّا لطوير مهاراتها ومداركها في اللعبة.
لم تتردد الجوهرة في تأسيس نادٍ متخصص بتعليّم وممارسة لعبة الشطرنج في جدة، وكانت من أوائل السعوديات اللواتي اهتممن بهذا الجانب، إذ شغلت منصب رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للشطرنج.
تُبرر الجوهرة نهضتها في الشطرنج إلى السبب الذي قادها لممارستها وهو «الفضول»، إذ أوضحت بأن أولى معرفتها باللعبة كانت عندما شاهدت زوجها يتنافس مع أحد أخوته فيها، لتجذبها طريقة تحريك الأحجار، وسرعة البديهة، مشيرة إلى أن «الشطرنج» علمتها الصبر والتركيز والتخطيط للمستقبل.
لم تُصب الجوهرة بالعدوى «الشطرنجية» وحدها، بل نقلتها إلى أبنائها أيضًا، العنود، وسعود، وسارة، ودينا، كلهم لاعبي شطرنج محترفين، وتنافسوا ضد والدتهم في مسابقات عدة.
العنود الأبنة الكُبرى للجوهرة، التي خطت خطوات والدتها، فهيّ أيضًا لاعبة شطرنج، ومُدربة معتمدة، ومحكمة، واتجهت لمجال التحكيم أكثر من اللعب، خاصة أنها كانت الحكم الوحيدة في السعودية التي تُجيد برنامج الـSwiss Manager الخاص بعمل بطولات الشطرنج.
أما سعود، فذاكرة الجوهرة لا تنسى عندما سافرت معه إلى البحرين للمشاركة في منافسات بطولة البحرين للشطرنج، إذ تقاسمت مع ابنها الشغف الواحد في اللعبة ذاتها.
سارة ودينا، الشقيقتان الصغيرتان ابنتا الجوهرة، بدأتا في الشطرنج بعمر صغير، كونهما من عائلة «شطرنجية» الأب ثم الأم، وأخيرًا الأخوة، بدأ الأمر مع الشقيقتين في المنزل، فعشق الزوجان أمتد إلى الأطفال، إذ حرصا على تعليمهما أساسيات اللعبة، وممارستها معهما، حتى تعلقتا فيها.
وبسبب حضور العائلة القوي في الشطرنج، شاركت سارة ودينا في بطولات خارجية، منها في سيريلانكا، إذ توجتا بالميدالية الفضية، وجائزة أفضل أداء فردي.
للجوهرة رسالة أخذت من اسمها نصيّبًا، فهي تعتقد بأن هذه الكلمات «جوهرية» ولا بد أن تُلامس كل ذي حلم، التي تقول فيها: «اكتشفوا مواهبكم.. الهزيمة في الشطرنج تعني الربح.. الخسارة بمثابة دروس.. تفادي الأخطاء والتعلم قوة».