احتفت لندن بابنها البار «السير» لويس هاميلتون في ظهوره الرسمي الأول مع فريقه الجديد فيراري، وأطلقت صيحات الاستهجان بوجه الهولندي ماكس فيرستابن، خلال الحفل الذي استضافته العاصمة البريطانية، الثلاثاء، في الذكرى الـ 75 لانطلاق بطولة العالم للفورمولا 1.
وفي قاعة «O2 أرينا» في لندن، رحّب 15 ألف عاشق للسرعة ببطل العالم 7 مرات «متساويًا مع الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر»، الذي انضم مطلع العام الحالي إلى سكوديريا فيراري بعد 12 عامًا قضاها مع مرسيدس وتوجها بإحرازه اللقب العالمي 6 مرات، عقب مسيرة طويلة مع ماكلارين فاز خلالها بباكورة ألقابه عام 2008.
أبصرت البطولة العالمية النور رسميًا على الأراضي البريطانية في عام 1950 مع تنظيم أول سباق في 13 مايو على حلبة سيلفرستون، التي كانت ثكنة عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، فاز به الإيطالي جوزيبي فارينا «ألفا روميو».
وفي وقت نالت الحظيرة التاريخية وليامس حصة الأسد من اهتمام وسائل الإعلام والجماهير، على غرار ظهور السائق المحلي أوليفر بيرمان، الذي يستهل مغامرته في البطولة مع هاس، كان ظهور هاميلتون الأكثر تشويقًا وانتظارًا في تلك الأمسية، إضافة إلى كلماته الأولى باللون الأحمر.
استهل ابن الـ 40 عامًا بعدما وقف على المسرح إلى جانب زميله الجديد شارل لوكلير من موناكو، والفرنسي فريديريك فاسور، مدير فيراري، لكشف النقاب عن ألوان السيارة الجديدة، حديثه قائلًا «إنها أمسية رائعة أن أكون هنا معكم جميعًا».
وأضاف هاميلتون، الذي ظهر مرتديًا بذلته الرياضية الحمراء: «أعتقد أن الكلمة التي تتبادر إلى ذهني هي منتعش، أشعر بالحياة والطاقة لأن كل شيء جديد».
وتابع صاحب أكبر عدد من الانتصارات في البطولة «105»: «أركز على ما هو قادم. أنا فخور جدًا بكوني جزءًا من الفريق».
وقرر القائمون على الفورمولا 1 افتتاح العام الجديد بأسلوب مميز، وذلك بهدف استقطاب أكبر عدد من المشجعين، حيث كشفت الفرق العشرة المشاركة في الفئة الأولى النقاب في الوقت ذاته عن ألوان سياراتها الجديدة قبل أسبوع من التجارب الشتوية التقليدية المقررة على حلبة الصخير البحرينية بين 26 و28 الشهر الجاري.
وتنطلق المنافسات مع جائزة أستراليا الكبرى على حلبة ألبرت بارك في 16 مارس المقبل.
وعمدت جميع الفرق إلى عدم إظهار التصاميم الحقيقية للسيارات التي ستشارك في الجولات الـ 24 للبطولة والاكتفاء بدلًا من ذلك بمجرد تصاميم أولية.
وخلال ساعتين، توالت الفرق على المسرح لتقدّم سياراتها للعام الجديد، وفي حين قرر فريق رايسينج بولز أن يلعب ورقة الفكاهة، أغرق ألبين الجمهور بأجواء الموسيقى الإلكترونية، في حين فضّل أستون مارتن عالم العميل البريطاني الشهير جيمس بوند «007».
وحظي فريق ماكلارين المحلي، بطل العالم للصانعين، الذي كان آخر من كشف الستار عن سيارته بترحيب حار من الجماهير، ونال السائق البريطاني لاندو نوريس، وصيف البطل العام الماضي، حصة الأسد من التصفيق.
وكما كان متوقعًا، تعرض سائق ريد بول الهولندي فيرستابن، بطل العالم في الأعوام الأربعة الماضية، ومدير الفريق كريستيان هورنر لصيحات استهجان.
وبدا واضحًا أن الجماهير الإنجليزية لم تفغر لـ «ماد ماكس» انتزاعه باكورة ألقابه بعد معركة مشتعلة مع هاميلتون في اللفة الأخيرة من الجولة الختامية على حلبة مرسى ياس في أبوظبي عام 2021، ما حتّم جدلًا ما زال قائمًا حتى اليوم، أو الحوادث التي جمعته مع سائق مرسيدس السابق وفيراري الحالي، إلى ما حصل العام الماضي حين دخل بصراع محتدم مع نوريس على اللقب العالمي حسمه لمصلحته.
وقبل الحفل المسائي، عُقد مؤتمر صحافي حضره 18 سائقًا، وغاب عنه هاميلتون ولوكلير، ثنائي فيراري، وأشاد خلاله فيرستابن بموهبة منافسه هاميلتون، مؤكدًا أنه «سيولد من جديد» في فيراري، وجدد ثقته بفريقه ريد بول على الرغم من الشائعات التي تحيط بمستقبله.
أكد فيرستابن الساعي للقب خامس تواليًا، الذي احتفظ بلقبه العالمي بعد منافسة شرسة بمواجهة ماكلارين «إذا كان بإمكاننا دخول دائرة المنافسة، فأنا متأكد من قدرتنا على الفوز مرة أخرى».
ويخوض الفرنسي بيار جاسلي عامه الثالث مع ألبين، الذي تعاقد مع سائق جديد، هو الأسترالي جاك دوهان، ليحل بدلًا من مواطن زميله الجديد إستيبان أوكون المنتقل إلى هاس.
ويعتزم الفريق، الذي يقع مقره الرئيس في دييب، مواصلة زخمه هذا العام بعد نتائجه الجيدة في العام الماضي، حتى لو كان «الطريق لا يزال طويلًا»، حسبما قال جاسلي.
وعلى غرار خمسة سائقين شباب جدد يستهلون هذا العام مشاركتهم في الفئة الأولى، سيخطو الشاب أندريا كيمي أنتونيلي خطواته الأولى على حلبة أستراليا خلف مقود سيارة مرسيدس بدلًا من هاميلتون.
لقد حان الوقت بالنسبة لهذا الإيطالي، الذي لم يدرك بعد «بشكل كامل» أنه سيشارك في الفورمولا 1، لكي يعتاد على الفكرة.