|


نواف العقيّل
أرجوكم أوقفوا استئجار الروابط
2025-02-21
أشعر بالملل عندما أجلس في مقاعد الصحافة في ملاعبنا بشكل شبه يومي وأشاهد وأستمع لروابط الأندية تكرر نفس الأفعال ونفس الأهازيج في محاولة سيئة لتصدير ثقافة تشجيع غير حقيقية عن المشجع السعودي، من شرق المملكة لوسطها ولغربها وشمالها سنشاهد نفس الأمر وكأن الكل يعمل بنموذج موحد، وصل الحال لروابط الأندية المستأجرة أن تشجع أندية خارجية يا رجل، وهذا نتيجة لنظام بيئي نحن من خلقناه وأصبح له سوق تجاري قوي.

لديك مباراة جماهيرية أو غير جماهيرية، كم ستدفع وسيأتي العدد الذي تريده، كلما دفعت أكثر، حصلت على عدد أكبر وبنفس الأهازيج وبنفس طريقة التشجيع، والمشجع الحقيقي يتم تنفيره من بيئة أصبحت سيئة جدًا في ملاعبنا لا تساعد على تكرار تجربة الحضور.

هناك نظام أساسي لتنظيم الروابط ولكن هذا النظام ضعيف وسيئ وتم تصميمه لخدمة الأندية وليس الجماهير، ووصل الحال إلى ما وصلنا إليه اليوم، حيث فشلت أنديتنا إلا ما ندر في تعزيز قواعدها الجماهيرية والمجتمعية، فشل الكثير من الرؤساء غير المؤهلين لإدارة الكثير من الأندية في ملف الجمهور، ولا نريد أن نثق بهم من جديد.

دار بيني وبين رئيس أحد الأندية السعودية نقاش حول الجماهير، وهو يوجد في هذا النادي منذ سنوات في تقديري تتجاوز العشرين سنة، حيث قال لي «يا رجال ما حولنا جمهور»، نعم قالها واعتقد أنها جملة بسيطة، قالها وهو مفتخر بفشله وفشل من قبله في وصول الأندية إلى الجماهير، قالها واعتقد أنه غير شريك في ذلك، المشكلة في كل من يعمل في الأندية هي أنهم يرون الجماهير حتى لو كان شخصًا واحدًا بطريقة سيئة والخطط التسويقية التي يقومون بها لا تنتج لأن الأساس رديء.

أقترح أن تحصل الجماهير على الاستقلالية، أن تحصل الجماهير على حقها في إدارة مدرجها وليس الأندية، يجب على وزارة الرياضة إنشاء هيئة تنظيم المشجعين لتشرع في الأمر وتمنح المشجعين الحقيقيين فرصة لدخول المدرجات، ليس صحيحًا أن كل الروابط يجب أن تشجع بالميكروفون وتغني، الأمر أكبر بكثير من ذلك، بل يتجاوز تفكير الكثير من إدارات الأندية.

لنتحرك، لا نهدر وقتًا أرجوكم قوموا بوضع حد للجماهير المستأجرة لأنها ظاهرة خطيرة وتكبر أضرارها يومًا بعد يوم، أخشى عليكم أن نشاهد ملاعب كأس العالم 2034 فارغة قبل وبعد البطولة.