|


تركي السهلي
نصرٌ أُحادي
2025-02-24
عاد الفريق الأوّل لكرة القدم في نادي النصر إلى حالة الشك، فاز على الأهلي في جدّة وبرز نجمه الجديد الكولومبي دوران، لكنّه خسر في أرضه من الاتفاق وابتعد عن السباق. تُرى ما الذي جعل الأصفر يذهب إلى الشكوك، بعد أن وصل نسبيًا إلى الشعور بالثبات والمنافسة، وفي ظرف أسبوع فقط؟!
الواقع أن الفريق العاصمي العريق يعيش في تذبذب حاد منذ أكثر من أربعة مواسم، ولم يأتِ من يمنحه شعور القوّة، ويجعله واقفًا على قدميه أمام التحوّلات.
والتذبذب النصراوي مردّه إلى دخول وخروج الكثير من العناصر الإدارية والفنيّة، والمزاوجة الفاشلة بين الانتماء والمنفعة، والسقوط المُتكرّر في عدم الثقة من الداخل، والاعتماد على النظر الضيّق لبعض الأدوات وإبقائها في مجموعة التمثيل.
والنصر يجهل كثيرًا مسألة البناء البشري، وتوظيف القدرات، وهو يأخذ دائمًا آراء بعيدة لتكوين أفراد ضعيفين وتعيينهم للعمل، سواء كان ذلك لاعبًا أو إداريًا أو حتى مُدرّب، وهو دائم الوقوع في الآراء المُتداخلة النابعة من الكتلة الصفراء الأُحادية ذات الوجود الهزيل.
والنادي، المؤٍسّس في العام 1955 يُحارب الطاقة المُتعدّدة، ولا يقبل إلاّ بمجموعة تستأثر وتتملّك، دون مراعاة للرقعة النصراوية الواسعة.
والتفرّد المؤذي، يُصيب النصر بالغياب الطويل، وُيصعّب من عودته، ويجعله في ضياع مُستمر، ويؤدي بالعامل فيه إلى استحالة النجاح، وكراهية فكرة الإخلاص للكيان.
إن الجسد النصراوي يقبل الدماء المُختلطة، ويلفظ تلك الصافية، وخلاياه تخضع للمجموعة الشرسة التي تحارب النافع دون الضار، والحجّة في ذلك تعود إلى تصدير رمزية الانتماء المُختلّة في تركيبتها من الأساس.
لقد مات النصر أكثر من مرّة، وعاد للحياة، بفضل عوامل مُساعدة لا أساسية، وهي تشبه محاولات الإنعاش للإبقاء فقط، لا العلاج الكامل، أو الشفاء التام.
إن الاستبشار، مهما تكرّر، هو حالة مؤقتة لا دائمة، ولا مجال معها إلى التقييم الدقيق، والعمل الجاد، لأن الراحة في الشعور لا تؤدي في النهاية إلى النتائج المُكتملة، بل قد تكون كُرة خداع تكبر مع التدحرج.
لقد عانى النصر وسيعاني من الرمزية الكاذبة، التي سمحت بأن يلج عبرها صاحب التلوين.