طالما حضر البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر الأول لكرة القدم، على أرض الملعب، فلا مجال لانتخاب مُسدد لركلات الجزاء غيره، سواء في مباريات «الأصفر» أو حتى المنتخب البرتغالي، لكن كما يقول المأثور الشائع «لكل قاعدة استثناء»، والاستثناء هنا يضعه «الدون» بنفسه، حين يتنازل طواعية عن التنفيذ، تاركًا المهمّة لزملائه.
وفي وجود رونالدو، تحصَّل النصر على 27 ركلة جزاء محليًا وعربيًا وقاريًا، سدّد البرتغالي 23 منها، وأوكل 4 لزملائه، آخرها خلال لقاء الفريق مع الوحدة، الثلاثاء، ضمن الجولة الـ 22 من دوري روشن السعودي.
وحين ذهب الحكم الألماني هارم أوسمرز لمراجعة لمسة يد وحداوية على شاشة تقنية «VAR» خلال الوقت بدل الضائع، ثمّ عاد واحتسب الركلة، انتظر المتابعون تكرُّر المشهد الاعتيادي بتلقٌّف رونالدو الكرة، ووضعها على نقطة الجزاء تمهيدًا لتسديدها.
وعندما تسلطت عليه عدسات كاميرا البث التليفزيوني، ظهر قائد النصر وهو يتبادل نقاشًا هامسًا مع زميله السنغالي ساديو ماني، أعقبه بالانسحاب خارج منطقة الجزاء، في إعلان حاسم منه عن ترك الركلة للمهاجم الأسمر الذي ترجمها بنجاح، رافعًا نتيجة الفوز إلى «2ـ0».
واستنسخت المباراة واقعة حدثت في مباراة النصر والخليج، 1 مايو الماضي، في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
ووقتما كان الأصفر متقدمًا في تلك المباراة بهدف لكريستيانو، منحه الحكم ركلة جزاء، تنازل البرتغالي عن تسديدها لماني الذي أودعها الشباك، وبعدها سجّل القائد مجددًا، وفاز الفريق 3ـ1.
وبخلاف السنغالي، قدّم رونالدو ذلك الإهداء النادر إلى لاعبين اثنين آخرين في النصر، أولهما البرازيلي أندرسون تاليسكا، مهاجم الفريق السابق، خلال مواجهة أبها، 18 مارس 2023، ضمن منافسات الدوري.
واحتُسبت ركلة جزاء للنصر في تلك المباراة عندما كان التعادل 1ـ1 سائدًا، وتولّى تاليسكا تنفيذها على الرغم من وجود «صاروخ ماديرا»، وسجّل منها هدف فوز الفريق «2ـ1».
وتكرَّرت الهدية مع الجناح عبد الرحمن غريب، خلال لقاء الفريق العاصمي وجاره الشباب ضمن منافسات «روشن» في 29 أغسطس 2023.
وفي تلك المباراة، حصل النصر على جزائيتين سجّل منهما رونالدو الهدفين الأول والثاني لفريقه، ثمّ نال الفريق ركلة ثالثة، وعندئذ قرر النجم العالمي تركها لغريب الذي أهدرها بضربها على القائم الأيمن.