|


صالح الطريقي
هل إعلام الأندية مرض؟
2025-03-20
أصبح الكثير يضجر من التعصب «بمواقع التواصل» دينيًا أو سياسيًا أو رياضيًا، ويتهمون «الإنترنت» بأنه سبب انتشاره.
فهل التعصب وباء نشرته «مواقع التواصل» بين أفراد المجتمعات، أم هو ـ أي التعصب ـ من طبائع البشر، الإنترنت كشف لنا واقعنا كبشر؟
من وجهة نظر شخصية أرى أن التعصب، أو التحيز الفكري من طبائع البشر، فعقولنا تعمل بالطريقة هذه.
«والتحيز الفكري» سببه الطريقة التي يفسر فيها عقلنا المعلومات والآراء التي تصله، وعادة ما يكون التحيز غير متعمد، لأن تفسيراتنا تنبع من مفاهيم مسبقة، أو معتقدات شخصية، أو تجاربنا السابقة.
أضف إلى ذلك علاقة الشيء بنا، ومدى تأثر العاطفة به، أو ما يثيره من مشاعر سلبية، أو إيجابية تجاهه.
بعبارة أوضح:
معرفة الشيء هي العملية التي تنتج من الجدلية بين الذات/الأنا والموضوع/النادي، وهذا ما يخلق تحيزات، أو تعصب لدخول مشاعرنا في هذا الجدل، بعكس لو كانت مشاعرنا محايدة تجاه الموضوع/النادي، إذ ذاك سنكون أقرب للموضوعية، لأن مشاعرنا خارج الجدل، لكن مفاهيمنا ومعتقداتنا وتجاربنا حاضرة، وهي تعيقنا أيضًا فلا نكون موضوعيين تمامًا.
هل يعني هذا أن نتقبل التعصب الذي يكرهه الكثير ويمارسه الكثير، أم يمكن التخلص من هذه الطبيعة التي نكرهها ونمارسها؟
في اعتقادي لا يوجد حل نهائي لما نعتقد أنه مرض، أو طبيعتنا سوى ما ابتكرته البشرية منذ أول حضارة، وما زلنا نطور فيه كل يوم.
وأعني الثقافة والقانون:
وكلما نشرت المجتمعات الثقافة بين أفرادها، ارتفع معدل الوعي لديهم، فقل عدد المتعصبين.
لأن معرفتنا بطريقة عمل أدمغتنا وكيف تفسر الأمور، ولماذا لدينا تحيزات مسبقة، يخفف حدة تعصبنا لآرائنا، لمعرفتنا أننا لا نملك الحقيقة المطلقة.
أما القانون فهو الأداة الوحيدة التي نحقق بها العدل والمساواة وحفظ الأمن، وتنظيم العلاقات بين الأفراد، وحماية الحقوق وحرية التعبير.
ولدى المجتمعات قوانين تجرم من يؤدي به تعصبه لممارسة العنف اللفظي أو الجسدي/الجريمة، وهذا كافٍ جدًا إلى أن يأتي يوم ويولد الإنسان المثالي.