لدي هوايةٌ صيفيةٌ، تكمن في البحث عمَّا وراء المدربين المرشَّحين. لا يخطفني بريق شهرةٍ، ولا تهفو نفسي إلى الأرقام، بل إلى حياة المدرب. أفتِّش عن اسمه بلغاتٍ مختلفةٍ، وأتمعَّن في صوره بإنستجرام بحثًا عن المرأة في حياته. يُقلقني إغفال هذا الجانب عند فرز السير الذاتية، ولم أعد متعجِّبًا من كثرة الإقالات، مع هزالة عملية الاختيار. هل تدرك أن امرأةً قد تتسبَّب في تبديد سيولة ناديك، أو تحافظ عليها؟ والمثال الأبرز البرازيلي بريكليس شاموسكا، فهذا المدرب تخضرم في ملاعبنا، وقد عرَّج على أن تعميره في السعودية، يعود لسببين: تجربته حول العالم، وزوجته.
في مقابلةٍ مع الزميل تركي العجمة على «روتانا» عامَ 2023، أكَّد المدرب أن ذهابه لليابان، ثم تمهيده الثقافي في قطر قبل المجيء إلى السعودية، أسهما في جعله إنسانًا أفضل، ومدربًا أجود، وسهَّلا عليه انخراطه المهني في بلادنا، متعايشًا برفقة شريكته في كل تلك المراحل، ما جعلها قادرةً على العيش في المجمعة كما في تبوك، وجعلها ترقص العرضة معه في احتفال أهالي حَرمة بفوز «عنابي سدير» بكأس الملك قبل مواسم.
من غير المرجَّح أن جلب مدربٍ من دوري بلده مناسبٌ لأنديتنا، بل مَن ذاق الغربة، وتحمَّل تضارب المنهجيات، واختلاف العقليات، فالنرويجي مثلًا ليس نرويجيًّا نقيًّا إن كان قد عاش في الدوري التركي، أو الكوري، لأنه بات بذلك إنسانًا خليطًا، ومدربًا هجينًا، ويتعيَّن علينا قياس نجاح اندماجه قبل مجيئه، وعما إن كان في عزلةٍ، أو في خُلطةٍ، وكما نظَّم الجواهري: «لا يولد المرء لاهرًّا ولا سبعًا، لكن عصارة تجريبٍ وتلقينٍ».
الوصية أن نراقب تجاربهم الثقافية، فنحن في ثقافتنا وحياتنا «ما مثلنا في هالدنيا بلد»، وعليه لا نجرُّ مدربًا إلى عوالمَ من الحيرة الحياتية، فينشغل في فك طلاسهما بدلًا من فك طلاسم منافسيه في الملعب، أو نكرِّر تجربة مَن اختار أن يعزل نفسه في «الجزيرة المجاورة» حتى عزله ناديه عن منصبه. لنبحث عمَّن عاش، وجرَّب وتغرَّب، واستقرَّت نفسه متزوجًا لا يكابد شقاء الوحدة. وحرم السيد شاموسكا تشهد على ذلك.
في مقابلةٍ مع الزميل تركي العجمة على «روتانا» عامَ 2023، أكَّد المدرب أن ذهابه لليابان، ثم تمهيده الثقافي في قطر قبل المجيء إلى السعودية، أسهما في جعله إنسانًا أفضل، ومدربًا أجود، وسهَّلا عليه انخراطه المهني في بلادنا، متعايشًا برفقة شريكته في كل تلك المراحل، ما جعلها قادرةً على العيش في المجمعة كما في تبوك، وجعلها ترقص العرضة معه في احتفال أهالي حَرمة بفوز «عنابي سدير» بكأس الملك قبل مواسم.
من غير المرجَّح أن جلب مدربٍ من دوري بلده مناسبٌ لأنديتنا، بل مَن ذاق الغربة، وتحمَّل تضارب المنهجيات، واختلاف العقليات، فالنرويجي مثلًا ليس نرويجيًّا نقيًّا إن كان قد عاش في الدوري التركي، أو الكوري، لأنه بات بذلك إنسانًا خليطًا، ومدربًا هجينًا، ويتعيَّن علينا قياس نجاح اندماجه قبل مجيئه، وعما إن كان في عزلةٍ، أو في خُلطةٍ، وكما نظَّم الجواهري: «لا يولد المرء لاهرًّا ولا سبعًا، لكن عصارة تجريبٍ وتلقينٍ».
الوصية أن نراقب تجاربهم الثقافية، فنحن في ثقافتنا وحياتنا «ما مثلنا في هالدنيا بلد»، وعليه لا نجرُّ مدربًا إلى عوالمَ من الحيرة الحياتية، فينشغل في فك طلاسهما بدلًا من فك طلاسم منافسيه في الملعب، أو نكرِّر تجربة مَن اختار أن يعزل نفسه في «الجزيرة المجاورة» حتى عزله ناديه عن منصبه. لنبحث عمَّن عاش، وجرَّب وتغرَّب، واستقرَّت نفسه متزوجًا لا يكابد شقاء الوحدة. وحرم السيد شاموسكا تشهد على ذلك.