|


نواف العقيّل
في اليابان ولكن عن نيوم
2025-03-28
أكتب مقالي الأسبوعي لصحيفة «الرياضية»، وأنا على متن الطائرة في رحلة العودة إلى الوطن بعد نهاية رحلة صحافية إلى اليابان خلف منتخبنا السعودي، الذي عاد بنقطة ثمينة من السايتاما قد تكون هي سبب الصعود المباشر إلى المونديال في نهاية التصفيات.
أكثر الأمور التي أدهشتني ولم أتوقعها في اليابان هي الأسئلة التي تصل إليَّ عندما يعرف بعض اليابانيين أنني سعودي، في وسائل المواصلات وتحديدًا قطار طوكيو انطلقت هذه الرحلة، حيث أتى إليَّ رجل أقدر عمره بين 30 ـ 35 وقال لي هل أنت سعودي؟ أجبته بنعم ثم أخذني في نقاش وأسئلة عن مدينة نيوم، قلت إن الشخص مهتم، ولكن الحقيقة أن هذا الشخص هو الأول الذي سألني وتناقش معي حول نيوم من أصل 9 أشخاص خلال رحلتي في اليابان لمدة 4 أيام.
إن التسويق لمدينة نيوم كمدينة للمستقبل جذبت الكثير من اليابانيين، وفي المركز الإعلامي لملعب السايتاما سألني صحافي ياباني عن نفس الأمر، ذكرت له أن في قائمة المنتخب السعودي الحالي لاعبان من نادي نيوم الرياضي، فأخذ يتحدث معي ونتناقش عن نيوم كفريق يسوق للمدينة المستقبلية في كرة القدم حتى أن الصحافي عاد إلى منزله بصحبتي عبر القطار وليس التاكسي من أجل الحديث.
إن نادي نيوم بات قريبًا من دوري روشن، ويملك فرصة هائلة للنجاح، فنحن نتحدث عن فريق من مشروع عملاق سيستفيد النادي منه كثيرًا، أولًا من البنية التحتية، ثانيًا لجذب اللاعبين إلى مدينة هي مستقبل هذا العالم، ثالثًا وجود النادي في منطقة جغرافية لا ينافسه أحد على الشعبية والكثير من المميزات التي سيحصل عليها نادي نيوم، بسبب ارتباطه فقط بمشروع مدينة المستقبل.
صعود نيوم ربما يراه البعض مقلق للأندية الجماهيرية، ولكن هو صحي لكرة القدم السعودية التي تحتاج إلى أندية تنافسية أكبر ليرتفع الجميع بمستوى التنافس على أرض الملعب وخارج أرض الملعب، والمحصلة المطلوبة هي منتج تسويقي قوي لمشاريعنا السياحية وثقافتنا الوطنية، إضافة إلى خلق اقتصاد قوي للبلاد، لأن الدوري السعودي وكرة القدم بشكل عام في بلادنا يجب أن تتحول إلى قوة اقتصادية للبلاد وللناتج المحلي، ولا شك أيضًا أن كرة القدم يجب أن توفر فرصًا وظيفية أكثر في قطاع مليء بالفرص التي سيحصل عليها شباب هذا الوطن.
نعيش فترة تحول على كل المستويات في بلادنا برؤية واضحة تحت قيادة رشيدة ومواطنين عظماء يعملون ليلًا ونهارًا، من أجل هذا الوطن، وكرة القدم السعودية يجب أن تستغل هذه المرحلة لترسخ نفسها كوجهة مستقبلية لكرة القدم كما فعلت مدينة نيوم الوجهة المستقبلية للعالم.