|


عبدالله الطويرقي
«كفاكم عبثا بتاريخ رياضتنا»
2025-04-21
تعتبر كرة القدم واحدة من أقدم وأشهر الرياضات في العالم، ويمتد تاريخها إلى عقود طويلة، حيث تُعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافة العديد من الدول، بما في ذلك مملكتنا الحبيبة. ومع تقدم الزمن، ظهرت العديد من اللجان والهيئات التي تهدف إلى توثيق تاريخ البطولات والإنجازات الرياضية، غير أن بعض هذه اللجان قد تثير الجدل حول مصداقيتها وموضوعيتها. تُعتبر البطولات الرياضية، مثل كؤوس الملك والدوري، بمثابة معالم بارزة في تاريخ الأندية. إن توثيق هذه البطولات ليس مجرد عملية إدارية، بل هو مسؤولية تاريخية تتطلب الدقة والموضوعية. ومع ذلك، نجد أن لجنة توثيق البطولات بالدوري السعودي قد تعرضت لانتقادات واسعة بسبب طريقة عملها وقراراتها التي يراها البعض غير عادلة. تسبب اعتماد اللجنة على معايير معينة في تقييم البطولات في ظهور خلافات بين الأندية والجماهير. فبعض الأندية تُعتبر بطولاتها غير مُعترف بها أو مُصنفة بشكل غير دقيق، مما يؤدي إلى شعور بالغبن والظلم لدى مشجعيها. إن هذا العبث بالتاريخ الرياضي يمكن أن يؤثر سلبًا على الهوية الجماهيرية للأندية وقد يخلق انقسامات بين المشجعين. الكثير من الحجج التي تُستخدم لتبرير قرارات لجنة توثيق البطولات تبدو واهية وغير مقنعة. قد يُزعم أن هناك معايير جديدة تتطلب إعادة تقييم البطولات، ولكن في الواقع، فإن تلك المعايير قد تكون مُصممة لخدمة مصالح معينة، مما يزيد من الشعور بعدم الثقة في نزاهة اللجنة. إن التاريخ الرياضي ليس مجرد أرقام وإحصائيات، بل هو ذاكرة جماعية تعكس إنجازات الأندية واللاعبين. لذا، ينبغي على اللجان المسؤولة أن تتحلى بالشفافية والموضوعية في عملها، وأن تحترم تاريخ الرياضة في المملكة. إن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى تشويه ذاكرة كرة القدم السعودية وإساءة فهم إنجازاتها.
في الختام، يشكل العبث بتاريخ كرة القدم من قبل لجنة توثيق البطولات بالدوري السعودي تحديًا كبيرًا للرياضة والمجتمع. ينبغي على هذه اللجنة أن تعيد النظر في سياساتها ومعاييرها، وأن تعمل على تحقيق العدالة والمصداقية في توثيق البطولات. فالتاريخ الرياضي يجب أن يُحفظ للأجيال القادمة، ولا ينبغي العبث به بحجج واهية.