|




خالد الشايع
«المرجع الخائف».. يفتح باب مزاد بطولات الوهم
2025-04-23
ما زال واقع أطراف توثيق تاريخ كرة القدم السعودية مثيرًا للشفقة، حتى بات لسان حال الشارع الرياضي "ليتنا من اللجنة سالمين".
لجنة توثيق، لا توثق شيئًا، وأكثر من عامين من الاجتماعات والجدل، أنتهى للاشيء.

اليوم ثبت فعلًا أن الاتحاد السعودي كان خائفًا، تمامًا كما قال فهد بن نافل، كأنه يريد أن يرمي هذه الجمرة بعيدًا عنه كي لا تحرقه، مع أن الأمر جدًا بسيط، هي قائمة أبطال لكل بطولة وانتهى الأمر، وفق قوانين وأنظمة معروفة، لم يكن يحتاج اختراعًا جديدًا، اتحاد الكرة نفسه، سبق وأن فعلها في بطولة كأس الملك، قبل أن يقرر أن بعضها كان دوريًا.

اللجنة كانت أقل من أن تعلن حتى نتائج اجتماعاتها وتصويتاتها، على الرغم من تحفظ الكثيرين على مبدأ التصويت، فالتاريخ لا يصوت له، بل هو يُسرد كما هو وفق اللوائح والأنظمة الموجودة في تلك الحقبة.

اليوم، حراج البطولات الذي كان يدار على استحياء صار رسميًا، "بعض" الأندية بدأت في نفخ عدد بطولاتها، رغم أنف التاريخ وبمباركة من لجنة التوثيق.

حسبما صرح به عبد الإله النجيم الأندية قد وافقت على المعايير، وكل شيء كان واضحًا، حسنًا ما الذي كانوا يخافون منه؟ لماذا ترك إعلان النتائج لكل نادٍ على حدة، وهو الأمر الذي فتح بابًا واسعًا للفوضى بدأ من فور انتهاء أعمال اللجنة، ولن ينتهي.

للأسف من البداية كانت الأمور غير جيدة، من البداية فكرة التصويت لم تكن منطقية، فما بالك وأن معظم الأندية التي صوتت لا ناقة لها لا جمل، في القصة كلها، أندية بلا بطولات ولا إنجازات، حضورها كانت مجرد تكملة عدد، مع أن صوتها كان مؤثرًا.

ما الذي يمكن أن يحدث لو جاء رئيس ناد، رفض ما صوت له سلفه، ماذا لو جاء رئيس للأهلي وأصر على استعادة لقب قلعة الكؤوس رافضًا تحويل ست من بطولاته لدوري، ‏ماذا لو أتت إدارة لاحقة ورأت عكس ذلك، كيف يتم الطعن في الأرقام والمعايير التي اعتمدت عليها اللجنة.

في فترة سابقة، كان عمل فريق توثيق البطولات الذي قاده تركي الخليوي واضحًا، مع أنه لم يرضِ البعض، ولكن التاريخ لا يبحث عن رضا الحاضر، هكذا يجب أن يكون.
وفق حراج البطولات الذي انطلق ولن يتوقف، باتت بطولة دوري الدرجة الثانية تساوي بطولة دوري المحترفين، هكذا زعم النصر في بيانه، وفق هذا المعيار الممطوط، أندية مثل العروبة والباطن ومرخ، تملك بطولات دوري أكثر من أي ناد آخر، فبطولة المنطقة، تساوي بطولة الدوري، هكذا يزعمون.

التوثيق أمر عظيم ومهم، ولكن لن يكتمل إلا بإعلان كل شيء بشكل واضح وشفاف، للـجميع ويغلق باب حراج البطولات، لا أن يترك الأمر مشاعًا لكل ناد يعلن ما يريد دون حسيب ولا رقيب، لا نحتاج لعناوين دون تفاصيل دقيقة، لأن الأمر سيكون كما كان في السابق، لا جديد، وسيبقى الجدل مستمرًا، لماذا؟ لأن المرجع خائف.