قطار الرياض.. قصة أسطورية يكتبها 4 ملايين راكب

في قلب العاصمة السعودية، وُلِدَت أسطورةٌ، تستعصي على الوصف، تنزلق على قضبان الكهرباء، وتحمل روح رؤية السعودية 2030.
لم يكن قطار الرياض، الذي يستقلُّه يوميًّا 3.6 مليون راكبٍ، إضافةً فقط لبنية النقل العام، بل وثورةً أيضًا، أعادت رسم معالم الحياة اليومية لسكان المدينة الحالمة، وكتبت قصةً جديدةً في حكايا الترحال والرحيل.
أنفاقٌ حُفرت تحت شوارعَ مزدحمةٍ، وجسورٌ شُيِّدت فوق طرقٍ واسعةٍ، وتصاميمُ استُلهمت من ثقافةٍ أصيلةٍ، وطُبِّقت بتقنيات القرن الـ 21، ليصبح هذا المشروع الضخم أحد أكبر أنظمة النقل الحديثة عالميًّا، ويقلِّل انبعاثات الكربون بتحويل ملايين الرحلات اليومية من السيارات إلى القطارات الكهربائية.
في كل يومٍ مشبَّعٍ برائحة القهوة السعودية، تتحرك القطارات الـ 185، التي تضمُّ 448 مركبةً، وكأنَّها أسراب طيورٍ مهاجرةٍ، تنطلق عبر 176 كيلومترًا من المسارات الستة، لتعزف سيمفونية التنقل الحديث.
يجتمع الآلاف في محطة «مركز الملك عبد الله المالي»، إحدى المحطات الـ 85 التي تُزيِّن شبكة قطار الرياض، وسط الأبراج وناطحات السحاب، من طلاب الجامعات المتجهين إلى محاضراتهم، إلى الموظفين الذين يسابقون الزمن للوصول إلى مكاتبهم، وصولًا إلى العائلات التي تستمتع برحلةٍ مريحةٍ إلى مراكز التسوق، أو استكشاف العاصمة.
مع كل قطارٍ يغادر المحطة، تنطلق قصة أمةٍ تسابق الزمن لتحقق أحلامها، وحكاية مدينةٍ، أعادت اختراع نفسها بوصفها مركزًا للابتكار والحياة.