ماونت ينهض بالشياطين على طريقة بيكهام

على مسرح أولد ترافورد، معقل الشياطين الحمر، نهض ميسون ماونت من معاناة الإصابات، ليقود فريق مانشستر يونايتد الأول لكرة القدم إلى نهائي الدوري الأوروبي، بفوز مثير 4ـ1 على أتلتيك بلباو، حاسمًا تأهله بنتيجة إجمالية 7ـ1، ويضرب موعدًا ناريًا مع توتنام في المشهد الختامي.
وتكتسي المباراة النهائية على ملعب سان ماميس، معقل بلباو، في 21 مايو الجاري، الطابع الإنجليزي الخالص، حيث ستجمع بين يونايتد ومواطنه توتنام، الذي أقصى بودو جليمت النرويجي، مفاجأة هذه المسابقة بإجمالي المباراتين 5ـ1.
ودخل ماونت، الفارس الإنجليزي الجريح، بديلًا في الشوط الثاني، وكأن الحظ اختاره ليكتب التاريخ.
بعد عشر دقائق فقط، أحرز هدف التعادل، الذي هزّ أركان الملعب، وفي اللحظات الأخيرة من الوقت القاتل سجل هدفًا ثانيًا، ليصبح أول لاعب ليونايتد يسجل ثنائية بديلًا في مباراة إقصائية أوروبية منذ الأسطورة ديفيد بيكهام في 2003.
ووراء هذا التألق، قصة كفاح مؤلمة، فقد عانى ماونت «26 عامًا» من نحس الإصابات هذا الموسم، من ضربة في الرأس، سرقت منه شهرًا، إلى تمزق عضلي، أطفأ بريقه حتى مارس، لكنه عاد قاهرًا كل شيء.
وهي المرة الثانية، يلتقي فيها فريقان إنجليزيان في تاريخ «يوروبا ليج»، بعد فوز تشيلسي على أرسنال 2019، علمًا أن توتنام خاض ثلاثة نهائيات في المسابقة، وأحرز اللقب مرتين عامي 1972 و1984، في حين توّج يونايتد باللقب 2017.
في المؤتمر الصحافي، أثنى المدرب روبن أموريم على بطله: «ميسون ليس مجرد لاعب، إنه روح مقاتلة.. يعيش لكرة القدم، يحترم جسده، ويصارع في كل جلسة استشفاء.. إنه مزيج نادر من عبقرية لاعب الوسط ولهب الجناح».
وفي لحظة مؤثرة، دافع زميله راسموس هويلوند، صاحب الهدف الثالث، عن ماونت أمام TNT Sports، قائلًا: «تلقى سهام الانتقادات بسبب الإصابات، لكن قلبه لم يتزعزع.. ظل يقاتل في الظل، وهذه ليلته التي استحقها».
مع قلب ماونت النابض، وشغف الشياطين الحمر، تنتظر العشاق ليلة أوروبية تُروى قصتها للتاريخ.