|




خالد الربيعان
الهلال والمليار
2025-05-11
نعم، مليار دولار!
هذا هو الرقم الفلكي الذي ترصعه جوائز كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة في أمريكا. خمسة فرق عربية دخلت المعترك: الهلال، الأهلي، الوداد، العين، والترجي. وكل نادٍ ضمن 10 ملايين دولار حتى قبل أن تلمس الكرة أرض الملعب. مشاركة؟ نعم. جائزة؟ أيضًا نعم. هذه ليست بطولة عادية، هذا إعلان عن ولادة «سوبر ليج عالمي» بنكهة تجارية واقتصادية بحتة.
الفيفا قرَّر أن يوزع الجوائز بهذه الصيغة:
525 مليون دولار تُمنح لمجرد «التواجد».
475 مليون دولار بحسب الأداء والنتائج.
توزيع الجوائز واضح: أوروبا أولًا. 12 ناديًا أوروبيًّا سيأخذون 54% من حصة «الظهور»، أي ما يعادل 284 مليون دولار. أما في الملعب؟ فالفوز بمباراة يمنحك 2 مليون دولار، والتعادل نصفها. التأهل لدور الـ16 يعني 7 ملايين، ربع النهائي 12، نصف النهائي 20، والنهائي هو جائزة المليونير: 37 مليون دولار للبطل، و28 للمركز الثاني.
ما المهم هنا؟
أننا أمام بطولة لا يهدف الفيفا من ورائها للربح! نعم، لم يحتفظ الفيفا بدولار واحد من العوائد، بل أعاد كل شيء للأندية واللاعبين، في إشارة واضحة: هذه البطولة ليست مجرد حدث رياضي، بل منصة استثمار عالمية، ومختبر لقيمة الأندية الحقيقية على الساحة الدولية، وهو تعزيز واضح لترسيخ هذه البطولة وجعلها من البطولات الرسمية الأولى للفيفا في المراحل القادمة..
وهنا نأتي إلى الهلال، ممثلنا العربي الأثمن تسويقيًّا.
ماذا لو حصل الهلال على 50 مليون دولار؟
هذا رقم يُغير كثيرًا في خارطة النادي، خصوصًا مع مواجهات مرتقبة أمام أسماء مثل ريال مدريد وسالزبورج وباتشوكا. الهلال اليوم لا يملك مساحة خالية على قميصه من كثرة الرعاة، وهذه نتيجة مباشرة لقيمة المشاركة، وقيمة السوق، وقيمة الهلال.
أخيرًا هذه ليست مجرد مشاركة. هذه فرصة.
فرصة لبناء مسار تسويقي وثقافي واقتصادي رياضي عالمي للسعودية وقيمة اقتصادية جديدة للنادي.
فرصة ليرى العالم كيف تصنع الأندية السعودية مجدها في بطولات العالم، ليس فقط على العشب، بل في ميزانيات الرعاة ومفاوضات النقل وحقوق البث.
الآن، حان وقت التفكير بصوت أعلى:
كيف نستثمر نادي الهلال والأندية السعودية مستقبلًا في هذه البطولة أو البطولات الأخرى كصناعة؟
كيف نضمن أن «العشرة ملايين» ليست النهاية بل البداية؟