إنزاجي.. محاولة هلالية تخالف تاريخ الأزرق

تتابعت مدارس أوروبية عدّة، عبر عقود طويلة، على تدريب فريق الهلال الأول لكرة القدم، وقد تلتحق بها المدرسة الإيطالية، في حال تكللت مفاوضات إدارة النادي العاصمي مع سيموني إنزاجي بالنجاح.
وعلى مدى تاريخه، كان الهلال وجهة رائجة للمدربين الأوروبيين، أولهم الإنجليزي جورج سميث عام 1976، وتلاه المجري لازلو كوبالا، أسطورة البرشا، في 1982، وتواترت فيما بعد أسماء مثل الهولندي فيليم فان هانيجيم، والروماني آنجل يوردانيسكو، والبلجيكي إيريك جيريتس، وأخيرًا البرتغالي جورجي جيسوس.
أمّا المدربون الطليان فظلّوا خارج الحسبة، لا يعرفون الهلال، ولا يطلب النادي ودّهم، حتى طفا على سطح الطاولة الزرقاء اسم إنزاجي، الذي أصبح ملء السمع والبصر في بلاده خلال الأعوام الأخيرة، على خلفية نجاحاته مع فريق إنتر ميلان.
ومع أن سيموني عاش مسيرة كروية في ظل شقيقه الأكبر فيليبو أو «بيبو» كما يحلو لمحبيه، إلا أن الأخ الأصغر تجاوزه بفوارق واسعة في مجال التدريب، وسرق منه النجومية التي استأثر لنفسه ببريقها طوال فترة اللعب.
في عالم التدريب، لم يبدأ سيموني من القاع كما يضطر كثيرون، فقد اختارته إدارة لاتسيو في أبريل 2016 لقيادة الفريق الأول، الذي قضى معه أغلب مسيرته الاحترافية، دون أي محطّات تدريبية سابقة باستثناء خبرة محدودة برفقة صغار النادي.
آنذاك جاء تعيين إنزاجي بصفة مؤقتة خلفًا للمدرب المُقال ستيفانو بيولي، وعقب نهاية الموسم تعاقد لاتسيو مع الأرجنتيني الخبير مارسيلو بييلسا، لكن الأخير اعتذر بعد أسبوع واحد لأسباب غير معلنة، فأعيد سيموني إلى المنصب، وهذه المرة بصفة دائمة.
وفي موسمه الأول بعد توليه المهمة الدائمة، قاد الفريق إلى نهائي كأس إيطاليا، وخسره أمام يوفنتوس. أمّا الموسم الثاني فاستهله بالثأر من يوفنتوس والفوز على حسابه بالسوبر، وفي تاليه حقق كأس إيطاليا، ثمّ كرر منجز السوبر في ديسمبر 2019، وأتبعه بإحراز رابع مراكز دوري 2019ـ2020 مؤهلًا الفريق للمرة الأولى منذ موسم 2007ـ2008 إلى دوري أبطال أوروبا.
وأثارت هذه المسيرة الواعدة رغبات إدارة إنتر ميلان في التعاقد معه، واستطاعت الحصول على توقيعه صيف 2021.
ومع إنتر، واصل سيموني النموّ، وحقق 6 ألقاب، أهمها الدوري الإيطالي 2023ـ2024، إلى جانب الكأس مرتين، والسوبر ثلاثًا، فضلًا عن الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا 2022ـ2023، وهو ما كرره خلال العام الجاري، كما حصل على جائزة أفضل مدرب في إيطاليا 2024.
وتبقّت للمدرب أهم مباراتين في الموسم الجاري، أولاهما ضمن الجولة الختامية للدوري، والأخرى نهائي أبطال أوروبا. وفي الأولى لا يملك مصيره كاملًا بنفسه، كونه يحتاج إلى تعثر نابولي المتصدر حتى يخطف اللقب، بينما في الثانية سينصّبه الفوز على باريس سان جيرمان الفرنسي فوق عرش أوروبا، مُعيدًا لكتيبة «الأفاعي» الإنجاز الغائب منذ 2010.
وفي خضم استعداده للمباراتين، أوفد إنزاجي «ممثلة» عن عائلته إلى الرياض، الإثنين، وفق ما نشره حساب «الرياضية -عاجل»، في منصة «تويتر»، حتى تتعرف على نمط الحياة والمعيشة في العاصمة السعودية، وتعاين مدارسها، تمهيدًا لاتخاذ قراره النهائي بشأن عرض الهلال.
