|




خالد الربيعان
«قماش غالي»
2025-05-25
ما أغلى قطعة قماشٍ، ارتداها إنسانٌ؟ حسب علمي المتواضع، كانت «بدلةً» رجاليةً من إنتاج مصمِّمٍ شهيرٍ من مواليد مدينة «ليفربول». الرجل يصمِّم حتى ملابس كرة القدم، وهو ستيوارت هيوز. قماشها كان مرصَّعًا بقطعٍ من ألماسٍ صغيرٍ عند الرقبة، وكان سعرها 892 ألف دولارٍ، أي تستطيع القول بفمٍ «مستريحٍ»: بدلة بمليون دولارٍ!

مع ذلك، هناك أغلى، وهي القطعة القماشية التي يرتديها نجوم كرة القدم، ونُسمِّيها القميص، أو الـ «تيشيرت»، والسر ليس في وجود علامة النادي في أعلى يساره، بل في «مَن» يرتديه أي اللاعبين والنجوم، وهم أغلى اللافتات الإعلانية في تاريخ الإعلان والتسويق! لافتاتٌ «حيَّةٌ»، تحمل أسماء وعلامات شركاتٍ، تُعلن على هذه القطعة القماشية.

لأجل ذلك، احتجَّ راعي ريال مدريد، شركة «أديداس» الألمانية، عند إدارة النادي على احتفال «رونالدو» في بداياته بالعاصمة الإسبانية، إذ كان يخلع القميص بعد الهدف، كما تعوَّد في إنجلترا. الرجل معجبٌ بعضلاته، وهذا حقُّه، لكنْ في الوقت نفسه هذه اللحظة، هي كل ما تنتظره «أديداس»، ورعاة قميص النادي، لأنها اللحظة الأقرب للنجم وزملائه أمام الكاميرات، وهي اللحظة التي يتأكَّد فيها الراعي بلا شكٍّ أن المشجعين أمام الشاشات، لأنها لحظة الهدف. الشركة أكدت أنها غير راضيةٍ عن ذلك، وبعد هذا الخطأ من النادي، والظاهرة رونالدو غيَّر «الدون» احتفاله، واستبدله بواحدٍ آخرَ، يرضيه، ويُرضي الجميع، خاصَّةً الرعاة، وهو احتفال «التورنادو» الشهير، الذي أراح الأطراف كلها، لأن رونالدو يؤديه وينهيه مرتديًا قميصه.

قميص مانشستر يونايتد، مثلًا، لا يساوي مليون دولارٍ مثل بدلة هيوز الماسية، بل يساوي أكثر منها بـ 100 ضعفٍ! نشرح: 75 مليون باوند مقابل وضع علامة «أديداس» في أعلى القميص، و53 مليونًا، تدفعها شركة جنرال موتورز الأمريكية مقابل وضع شعار إحدى سياراتها «شيفروليه» على صدر القميص، و20 مليونًا، تدفعها «كوهلر» الأمريكية أيضًا مقابل وضع اسمها على كتف القميص! مجموع ذلك 148 مليون باوند، تُمثِّل مع باقي الرعايات 48% مما يدخل لخزانة النادي سنويًّا! وهو رقمٌ أعلى مما يحققه النادي من بيع تذاكره، ومن بث مبارياته.

التسويق عبر النجوم المؤثرين، أصبح أنجح أساليب التسويق والإعلان في هذا العصر، لأنه «متناغمٌ» تمامًا، ومتَّفقٌ مع أدواته، وهي التقنية، والاتصالات، والإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، لذا أصبح هو المألوف.