|




عبدالله الطويرقي
«أسدل الستار يا رافع»
2025-05-27
بعد مرافعات استمرت لما يزيد عن ثلاثة أشهر، أسدل مركز التحكيم الرياضي السعودي الستار أخيرًا على واحدة من أكثر القضايا إثارةً للجدل في الموسم الرياضي، والمتعلقة بمشاركة اللاعب رافع الرويلي في مباراة جمعت نادي النصر بنادي العروبة.
القرار النهائي جاء باعتبار نادي النصر فائزًا في المباراة وسحب النقاط الثلاث من نادي العروبة، وهو القرار الذي أدى رسميًا إلى هبوط الأخير إلى دوري يلو.
انطلقت شرارة القضية حينما قدّم نادي النصر احتجاجًا رسميًا بعد مباراته مع نادي العروبة، مشككًا في قانونية مشاركة اللاعب رافع الرويلي، في البداية قوبل الاحتجاج بالرفض من الجهات القضائية المختصة في الاتحاد السعودي، ما دفع نادي النصر إلى اللجوء إلى مركز التحكيم الرياضي، وهو الجهة الأعلى في تسلسل القرارات الرياضية داخل المملكة.
خلال هذه الفترة تبادلت الأطراف المرافعات، وتقدمت بالدفوع والمستندات في وقتٍ كانت فيه الجماهير ووسائل الإعلام تتابع القضية نظرًا لتأثيرها المباشر على مصير نادي العروبة الذي كان يصارع من أجل البقاء. قرار المركز جاء صادمًا لفريق العروبة، إذ تم احتساب النتيجة لصالح النصر وخصم ثلاث نقاط كانت كفيلة بتحديد مصير الهبوط.
اليوم وبعد صدور الحكم يبقى التحدي الأكبر أمام مركز التحكيم الرياضي في مسألة «تسبيب القرار» أي تقديم التوضيحات القانونية والفنية التي بُني عليها الحكم النهائي. هذه الخطوة ليست فقط ضرورة قانونية لضمان الشفافية، بل مطلب جماهيري وإعلامي لقطع الطريق أمام أي تأويلات أو شكوك قد تنال من نزاهة القرار أو تزرع الفتنة بين الجماهير.
العدالة في القطاع الرياضي لا تكتمل إلا بالشفافية، لذا فإن نشر حيثيات القرار وتفاصيله بشكل علني سيسهم في تعزيز الثقة بالمؤسسات الرياضية ويحمي الأندية من الدخول في صراعات مستقبلية مشابهة نتيجة الغموض أو غياب المعلومة.
في الختام، قد لا يرضي القرار جميع الأطراف وهذا أمر طبيعي في أي قضية خلافية، لكن العدالة تظل مرهونة بالوضوح والعلانية. كل ما يتمناه الشارع الرياضي اليوم هو أن يقدم مركز التحكيم الرياضي تفسيرًا قانونيًا دقيقًا ومتكاملًا لقراره، حفظًا لحقوق الجميع وحمايةً للرياضة السعودية من أجواء التوتر والاتهامات.