|




محمد المسحل
وداع القلم بعد ثلاثة عقود..
2025-05-30
مع ختام الموسم الرياضي السعودي لهذا العام، أجدني أقف عند مفترق طريق مختلف، أودّع فيه القلم الذي رافقني طوال ثلاثة عقود من الكتابة في مجال الرياضة، متنقلاً بين صفحات عدة صحف، كانت فيها “الرياضية” المنصة الأكثر حضورًا للطرح الرياضي المختلف، وصحف أخرى مثل الاقتصادية والحياة واليوم، كانت الأكثر حضورًا للطرح الاجتماعي والاقتصادي، وجميعها قد احتضنت كلماتي وشجعتني دومًا على المضي قدمًا في خدمة الرياضة السعودية بكل صدق وحب.

لقد عشت مع القلم سنوات طويلة من الشغف والمتعة، تابعت فيها تطور الرياضة السعودية موسمًا بعد موسم، ورأيت بأم عيني كيف نمت وتألقت في ظل دعم قيادتنا الحكيمة، التي أولت اهتمامًا بالغًا بالرياضة والشباب، إيمانًا منها بأهمية هذا القطاع في صناعة المستقبل وتحقيق مستهدفات الوطن.

واليوم، وأنا أختتم مشواري في الكتابة الرياضية، بسبب ارتباطات عملية تستوجب علىّ التركيز فيها، أود أن أبعث برسالة قلبية صادقة للرياضة السعودية والمهتمين بها والقائمين عليها، وأقول إنني قد عشت الرياضة منذ سنة 1978م مشجعًا، ثم لاعبًا منذ 1980، ثم عضو لمجلس إدارة نادي الاتفاق منذ 1999، ثم مسؤولاً عن المنتخبات السعودية لكرة القدم عام 2011، ثم أمينًا عامًا للجنة الأولمبية العربية السعودية في 2012، وعضوًا للمكتب التنفيذي في المجلس الاولمبي الآسيوي، وأستطيع أن أقول بعد كل هذا المشوار الذي تجاوز الـ 45 عامًا، أن الرياضة السعودية، ما زال لديها الكثير والكثير لتقدمه، بمجرد وجود الأشخاص المناسبين في كل مفاصلها، بل وستكون في قائمة أفضل عشر دول في العالم لو حدث ذلك.

أتمنى للرياضة السعودية كل النماء والازدهار، وأن تواصل مسيرتها المباركة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تتناسب مع حجمها، محليًا وقاريًا ودوليًا. وأدعو المؤسسة الرياضية إلى وضع استراتيجية واضحة ذات محطات مرحلية محددة، تراعي التخصصية وتستعين بمديري مشاريع أكفاء؛ لضمان تحقيق الأهداف في كل مرحلة بكفاءة واقتدار. فالرياضة الحديثة لم تعد مجرد منافسة في الملعب، بل أصبحت صناعة تتطلب الاحترافية في الإدارة والتخطيط والتنفيذ، بما يليق بمكانة المملكة وطموحات شبابها.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان لصحيفة “الرياضية” العزيزة، التي كانت ولا تزال المنصة الأجمل والأفضل لاحتضان المقالات الرياضية الفارقة، طوال السنوات الماضية، ومن خلالها استطعت أن أوثق الطرح الذي أرغب بترقيقه بكل مهنية في صحيفة رياضية متخصصة. شكرًا لكل زملائي في “الرياضية”، من رؤساء تحرير ومحررين وفنيين، الذين تحملوا تقصيري بعض الأحيان فيما يخص توقيت تسليم المقالات، وساندوني حين احتجت، فكنتم دومًا خير سند وأهلًا للأمانة.

أودّعكم جميعًا، وأودّع القلم الذي كان لي رفيق دربٍ وتحملت أمانته طوال ثلاثين عامًا، شاكرًا كل من رافقني في هذه الرحلة الماتعة. وأسأل الله أن يكتب للرياضة السعودية مستقبلًا زاهرًا، مليئًا بالتألق والإنجازات، في ظل دعم قيادتنا الرشيدة وهمة شباب هذا الوطن الغالي.

وداعًا أيها القلم، وشكرًا صحيفة “الرياضية”، ودمتم بخير.